وعلي ، وقيل لكم قول السوء والكذب من أجلي ، عندها فليعظم فرحكم لما عظم الله في السماء من نوركم ، وذخر عند الله في الآخرة لكم (1) من أجوركم ، فإن تظلموا فقبلكم ما (2) ظلمت الرسل والأنبياء ، أو يكذب عليكم فمن قبل ما قيل على الله الكذب والافتراء ، أنتم ملح الأرض فإذا أنتن الملح فبم يملح ، فحينئذ لا يصلح إلا أن يرمى به ويطرح ، فيكون شيئا ملقى ، وتراب أرض يوطأ ، أنتم نور العالم (3) الذي لا يخفى على من يبصر ويرى ، وهل تستطيع مدينة ظاهرة على جبل أن تخفى أو تتوارى ، وهل يسرج السراج فيحمل (4) تحت الأغطية ، لا ولكن يحمل فوق المنارة العالية ، لكي ينير فيضيء ، ويظهر فلا يختفي ، وكذلك أنتم تنيرون للناس بنوركم المضيء ، لينظروا عيانا إلى عملكم الرضي ، لتحمدوا الله ربكم الذي زكاكم ، وأعطاكم من توفيقه ما أعطاكم ، ألا ولا يظنن أحد أني جئت لدفع التوراة والإنجيل والأنبياء ، ولا لنقض شيء جاء عن الله من جميع الأشياء ، ولكني جئت لتمام ذلك كله ، ولتصديق جميع ما أمر الله فيه ورسله ، (5) بل أقول لكم قولا حقا ، وأنبئكم نبأ فافهموه صدقا ، أنه لا تغير من آيات الله كلها آية ولا تنتقض ، إلى أن تتغير وتفنى السماوات والأرض ، ومن نقض من آيات الله آية ، أو غير من أصغر وصاياه وصية ، فعلمها أحدا من الناس مبدلة مغيرة ، صغيرة كانت الآية والوصية أو كبيرة ، دعي في ملكوت الله خسيسا ناقصا ، ومن علمها كما أنزلت كان في الآخرة تاما خالصا.
وحقا أقول لكم : لئن لم تكونوا من الأبرار ، ويكن بركم أفضل من بر الكتبة والأحبار ، لا تدخلون غدا في ملكوت الله الغفار. ألا وقد سمعتم (6) في التوراة ألا تقتلوا النفس المحرمة ، (7) ومن قتلها فقد استوجب في الدنيا العقوبة المؤلمة ، وأنا فإني أقول
صفحه ۴۳۲