ومنها قول فيلبس لسائل سأله ، (1) إذ قال له عند مسألته عنه ، هو ذلك الذي ذكره موسى في التوراة ، ونسبه صلى الله عليه فيها وسماه ، فقال : يسوع بن يوسف (2)، يعرف هذا منكم كل عارف.
ومنها أيضا : شهادة يحيى التي تدل على أن معنى البنوة والولادة ، إنما هو معنى المحبة والولاية والعبادة ، إذ يقول : أما أولئك الذين قبلوا قوله ، وسلموا فيما سمعوا منه له ، فلم يولدوا من اللحم والدم ، ولا من مزاج المرة والبلغم ، ولكنهم زعم من الله ولدوا ، وأعطوا من كرامة الله ما رضوا وحمدوا. (3) فتأويل هذا ومثله إن كان صدق فيه ، فإنما هو على ما يصح أن يكون عليه ، لا على ما يستحيل في الألباب والعقول ، ويفسد ويتناقض من القول في التأويل ، من أن يكون الرب عبدا ، والوالد مع ولادته ولدا ، وذلك أجهل الجهل ، وفي ذلك المكابرة للعقل.
أما سمعوا قول الملائكة لمريم ، صلى الله عليهم وعليها وسلم ، عند ما صاروا به من البشارة بولادتها ، للمسيح ابنها : (تلدين ابنا) (4) ولم يقولوا : تلدين ابن الله ، وقالوا : (يدعا
صفحه ۴۲۳