کتاب الرد على المجبرة القدری الثانی
كتاب الرد على المجبرة القدري الثاني
ژانرها
فقه شیعه
جستجوهای اخیر شما اینجا نمایش داده میشوند
کتاب الرد على المجبرة القدری الثانی
الهادی الی الحق یحیی بن الحسین d. 298 AHكتاب الرد على المجبرة القدري الثاني
ژانرها
ومما يسألون عنه قول الله سبحانه: {وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم} [الزخرف: 20]. يقال لهم(1): أليس قد أخبر الله أن قوما قالوا: لو شاء الرحمن ما عبدنا غيره؟ فإذا قالوا: نعم؛ يقال لهم: أليس قد قال الله: {مالهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون} [الزخرف: 20]، والخرص فهو: الكذب؟ فما(2) تقولون في ذلك؟ فإن قالوا: صدق الله، إنهم لكاذبون فيما ادعوا(3) عليه؛ تركوا قولهم، ورجعوا إلى الحق، وقالوا بالعدل. وإن قالوا: هم كما قالوا: لو شاء الله ما عبدوا غيره؛ فقد صدقوا قول الفاسقين، وردوا قول رب العالمين، ومن قال بذلك كان بالله من الكافرين، ولعذابه من المستوجبين.
***
ومما يسألون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله سبحانه: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره} [الصف: 8]، أفتقولون: إن الكافرين هم الذين أرادوا أن يطفئوا نور الله من دونه؟ أم هو الذي أراد أن يحملهم على إطفاء نوره(4)؟ فإن قالوا: أراد إتمام نوره؛ تركوا قولهم، ورجعوا إلى الحق، وقالوا بقول الله في ذلك.
وإن قالوا: بل الله الذي أراد إطفاء نور نفسه؛ ردوا قول الله وكفروا به؛ لأن الله يقول في كتابه: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره} [التوبة: 32]، (والله يقول: إنهم يريدون إطفاء نور الله) (5)، والمجبرة القدرية(6) تقول: بل الله يريد إطفاء نور نفسه؛ إذ زعمت أنه يقضي على الفسقة بذلك.
***
صفحه ۵۴۴