وقال سبحانه ردا على من زعم أن الله أراد الكفر والظلم، فقال سبحانه:{ وما الله يريد ظلما للعباد } [غافر:31]. وقال:{ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } [البقرة: 185]. وقال:{ يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ... إلى قوله: أن تميلوا ميلا عظيما } [النساء: 26، 27]. فأخبر أنه يريد أن يبين لنا ويهدينا، وأن الشيطان يريد خلاف ذلك بنا. إذ كان سبحانه ناظرا رحيما بنا، وكان الشيطان عدوا لنا مبغضا، فلا يكون الناظر لنا يريد بنا عدوانا . وقال:{ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون } [الصف: 8]. وقال:{ تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم } [الأنفال: 67]. وقال:{ يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا } [النساء: 28]. في آي كثيرة، ولولا طول الكتاب ذكرتها، وفيما ذكرنا كفاية. والحمد لله.
زعمت القدرية: أن العباد ما شاءوا شيئا قط، ولا يريدون شيئا، والله هو المريد للظلم، والغرآة عليه، فرد الله عليهم بقوله:{ من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } [الكهف:29]. و:{ من شاء اتخذ إلى ربه سبيلا } [الإنسان:29]. وقال:{كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره، في صحف مكرمة } [عبس:11 - 13]. وقال موسى، عليه السلام:{ لو شئت لاتخذت عليه أجرا } [الكهف: 29]. وقال أهل الجنة:{ الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء } [الزمر:74]. فذكر الله المشيئة في غير موضع من الكتاب، وذكر أن العباد يريدون ويفعلون ويشاءون، تكذيبا لمن قال بخلاف ذلك.
فقد ذكرنا جملة من كتاب الله تبارك وتعالى، مما فيه رد عليهم، وحجة بلاغ لقوم عابدين.
صفحه ۳۷۴