ثم أتبع هذه المسألة فقال: أخبرونا عن إبليس، ما أخطر المعصية على باله؟ أو من أوقع التكبر(1) في نفسه؟.
فإن قالوا: نفسه أمرته بالمعصية، وهواه حمله على التكبر، فقل: فمن جعل نفسه أمارة بالمعصية، وهواه حاملا له على التكبر؟.
فإن قالوا: الله، كان ذلك نقضا لقولهم.
ويقال لهم: فمن أعطاه علم الخديعة والمكر؟ آلله جعل ذلك في نفسه؟ أو شيء جعله هو لنفسه؟
فإن قالوا: الله جعل ذلك له؛ كان ذلك نقضا لقولهم. وإن قالوا: إن ذلك لم يكن من الله عطاء ولا قسما؛ فقد دخل عليهم أعظم مما هربوا منه؛ حين زعموا أن غير الله يجعل في خلقه مالم يرد الله أن يكون فيهم، فما أعظم هذا من القول!!
وسلهم: من أين علم إبليس أن آدم يكون له ذرية، وأن الموت يقضي عليهم، وأنه يكون بينهم(2) لله عباد مخلصون، وأنه يحتنكهم إلا قليلا منهم؟.
فإن قالوا: إن الله أعلمه ذلك؛ فقد نقض ذلك قولهم، وإن قالوا: إن إبليس علمه من قبل نفسه، فقد زعموا أن إبليس يعلم الغيب، فسبحان الله العظيم!!
***
جوابها(3)
وأما ما سأل عنه وقاله من أمر إبليس فقال: من أخطر المعصية على باله؟ ومن أوقع التكبر والمكر والخديعة في نفسه؟
صفحه ۲۸۳