50

رب الزمان

رب الزمان: الكتاب وملف القضية

ژانرها

وجبل حوريب المقدس بسيناء، يقع في الحقيقة قرب قرية «خارب» في وادي بقرة.

36

وأسماء أسباط بني إسرائيل جميعا تقع بدورها في جبال عسير، كالتالي: - رءوبين نسبة لقرية «أعربيان» في سراة زهران مع مواقع أخرى محتملة نختار من بينها. - شمعون نسبة لقرية «الشعنون» جنوب جيزان مع مواقع أخرى محتملة نختار من بينها. - يهوذا نسبة لقرية «الوهدة» في رجال ألمع مع مواقع محتملة نختار من بينها. - دان نسبة لقرية «الدنانة» مع مواقع أخرى محتملة نختار من بينها. - نفتالي نسبة لقرية «آل مفتله» مع مواقع أخرى محتملة نختار من بينها. - جاد نسبة لقرية «الجادية» في سراة غامد مع مواقع أخرى محتملة نختار من بينها. - أشير نسبة لقرية «وشر» في جيزان مع مواقع أخرى محتملة نختار من بينها. - يساكر نسبة لقبيلة «يشكر» الحالية مع قبائل أخرى محتملة نختار من بينها. - زبولون نسبة لقبيلة «الزبالة» مع قبائل أخرى محتملة نختار من بينها. - يوسف نسبة لقرية «آل يوسف» في بلسمر مع قرى أخرى محتملة نختار من بينها. - بنيامين وهو الاسم الذي أطلقه الشعر الجاهلي على أهل اليمن.

37 (وربما كانت القرى والقبائل المذكورة - بالعكس - نسبة للأسباط).

المنهج والنظرية

هذه بإيجاز نظرة سريعة على أطروحة «كمال الصليبي»، لا تغني، بالقطع عن قراءة الكتاب، كما لا تعبر، باليقين، عن الجهد المبذول بإخلاص في هذا العمل الثري، والذي أبهر مثقفينا إلى الحد الذي لم يلتفتوا فيه إلى مجرد إعادة التصنيف. ونموذجا له ما قدمناه، وكان كفيلا وحده بهذا الترتيب وبالقراءة والدراسة المقارنة، أن يبدل أسباب الدهشة، بل وطبيعة الدهشة.

وقد اختار الرجل مع براعته، منهجه المخلص بتواضع جم، رغم ما وضح من ممكناته العظيمة في مجال اللغة تحديدا، وإن ذهب في مواضع أخرى إلى الاعتداد الشديد، إلا أن المشكلة الحقيقية التي تواجه عمله بالكامل، وباعترافه هو نفسه في مقدمة كتابه، هي أنه لم يأخذ علم الآثار باعتباره على الإطلاق، وحين تناول بعض المدونات التاريخية القديمة، كان ينزعها من سياقات عدة ترتبط بها، ليدعم بها رؤيته في شموليتها، محتجا بأن المسح الآثاري لمناطق غربي الجزيرة لم يتم بعد بشكل تام، كما لو كانت نظريته قد ثبتت وانتهى القول بشأنها فعلا، ولم يبق سوى التنقيب وراءه، لنجد هناك تحت الرمال عالم التوراة القديم برمته، وهو التصريح الذي أكده دوما في أكثر من حديث صحفي. وفي المقابل أهمل الرجل تماما أثريات المنطقة في مصر والرافدين والشام، ومدوناتها. وهو ما يمكن أن ينطق بالكثير كما سنرى؛ لذلك كانت خطورة عملة القاصمة لأساسه، هو أحاديثه التي أهملت تماما جميع النظريات الأخرى حول التاريخ التوراتي، مع إهداره المطلق للجانب التاريخي الوثائقي، حتى داخل الكتاب المقدس ذاته باعتباره وثيقة تاريخية، وبخاصة المرتبط منه بمصر وفلسطين.

وكان اعتماده على المقارنات اللغوية وحدها، وفي حدود أسماء الأشخاص والمواضع ثم حذفه للحركات والضوابط، التي دخلت على المأثور التوراتي في القرن السادس الميلادي من قبل أهله، كناتج ملاحظته لبعض الأخطاء في التصويت والإعراب، وهو ما حور بعض المعاني، ونحن نثق في قدرته المتبحرة في هذا الجانب، لكن المأخذ هنا أنه أعاد النص التوراتي الهائل برمته إلى أصله غير المتحرك؛ لأنه اقتنص خطأ هنا وفلتة هناك، في بضع كلمات أدى تصويتها إلى تبديل معناها - على ذمته - ضمن حوالي نصف مليون كلمة تشكل ذلك المأثور، لكنه استمر على دربه غير هياب، فقام بتسكين كل الأحرف، ليعيد هو تحريكها بما يوافق حركته بين المواضع التي رآها أهلا للتطابق معها في بلاد عسير.

ولو ألقينا نظرة سريعة فيما عرضناه هنا، سنجد «الدكتور الصليبي» يحل كل المشكلات الهائلة، التي حارت فيها أفهام العلماء لقرون، حلا نهائيا تاما مانعا، بمجرد إيجاد الصلة أو التطابق بين اسم موضع ورد بالتوراة، واسم موضع عثر عليه في خرائط جزيرة العرب الغربية، مثلما فعل في تأكيده أن أهل عسير كانوا يتكلمون العبرية، وإلى جوارهم مباشرة كان هناك قوم آخرون يتكلمون لغة أخرى هي الآرامية! فقط لأن كوم الأحجار الشاهدة على ميثاق يعقوب العبري، وخاله لابان الآرامي، المسمى بالآرامية «يجر سهدوثا»، وبالعبرية «جلعيد والمصفاة»، يتطابق كأسماء مواضع، مع قريتين عثر عليهما على خريطة رجال ألمع باسم «مزعة آل شهدا» و«الجعد».

ثم إنه لم يلتفت قط إلى أنه من الممكن افتراض العكس، وسيكون هو الافتراض الصحيح علميا وتاريخيا، حول فرضه أن الأسماء التوراتية الموجودة بفلسطين أطلقها هناك المهاجرون من عسير كذكرى لموطنهم القديم، بمعنى أن العكس ممكن أيضا وأكثر علمية، فتصبح الأسماء الواردة بجزيرة العرب مشابهة لأسماء توراتية، ناتجة عن هجرة إسرائيلية من فلسطين إلى جزيرة العرب، وهو ما نعلمه نتيجة هجوم «آشور» و«كلديا» على فلسطين، ومن بعدهم هجوم «طيطس» الروماني عليها وتدمير الهيكل وتشتيت بني إسرائيل، الذين انحدر أغلبهم جنوبا ليشكلوا فيما بعد يهود شبه الجزيرة العربية الذين تناثروا في مواضع عدة أشهرها خيبر ويثرب واليمن، هذا بالطبع إذا سلمنا له بصدق بعض، وليس كل مقابلاته اللغوية لمواضع الأمكنة وأسمائها.

صفحه نامشخص