رب الثورة: أوزيریس وعقیدة الخلود في مصر القديمة

سیّد قمنی d. 1443 AH
194

رب الثورة: أوزيریس وعقیدة الخلود في مصر القديمة

رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة

ژانرها

ونطرح هنا رؤية جديدة في كون هذه الفكرة قد تطورت تطورا كبيرا؛ نتيجة لاختلاطها بعقيدة التثليث التي سادت العقلية المصرية منذ أقدم عصورها، وهي وإن كانت رؤية جديدة، فإن لها ما يبررها في حدود المنطق، ففيما قبل عهد الأسرات، ساد الاعتقاد بأن الإلهة حت حور أو هاتور زوجة للإله حور الأكبر، وفي نفس الوقت كانت أما له،

4

فشكلت مع حور ثالوثا كان فيه هو الأب وهو الابن إلها واحدا، وفي تثليث آخر «مثل حوريس ثالوثا يتكون من الملك السماوي والملك الأرضي والصقر»،

5

وهذه المرة أيضا كان حور أبا وابنا وصقرا في آن واحد، فشكلت الأقانيم الثلاثة فكرة إله واحد هو ذاته الآلهة الثلاثة.

وبعد ظهور الأسطورة الأوزيرية وانتشارها جاء حور فيها باعتباره «الإله الابن في ثالوث أوزير، وإست (إيزي)، لكنه في إدفو كان في نفس الوقت الإله الأب والإله الابن في صورتين مختلفتين في التشكيلة؛ حوريس، حت حور، حوريس جامع الأرضين»،

6

وهذه التشكيلة الأخيرة لتوحيد حور الإله مع حور الملك، هي تشكيلة ملكية واضحة؛ لأن حور المقصود هنا هو حور الأكبر إله التوحيد القديم. «وفي الألف الأخيرة ق.م بدأت الفكرة بالربط بين أوزيريس وحوريس؛ الأمر الذي كان واضحا في الفكرة بأن الملك إنما كان حورس وأوزيريس معا.»

7

ومن هذا كله مضافا إليه تأكيد نجيب ميخائيل بأن العقلية المصرية قد آمنت بأن «حور يعتبر أوزير الذي «أعيدت ولادته»»!

صفحه نامشخص