رب الثورة: أوزيریس وعقیدة الخلود في مصر القديمة
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
ژانرها
ولأن مسألة تطور أفكار المصريين حول ما بعد الموت، قد ارتبطت أساسا بالملكية، وأن الملك وحده كان صاحب الحق في التحنيط والدفن، وحياة القبر، أو حياة عالم الأموات البدائي؛ فقد ظهرت فكرة «البا
BA » أو الروح، لتظل بالذات شيئا خاصا بالملوك فقط في بداية الدولة القديمة، حتى إن «النبلاء لم يكن لهم هذا الحق»،
25
مما يعني أن عامة الشعب والنبلاء ما كانوا يملكون هذه الروح أو البا، وبحيث نفهم أن تطور هذه الأفكار البدائية نحو فكرة الخلود، قد بدأ قاصرا على الملوك، «أما فيما يختص بجماهير الشعب فلسنا نملك أي دليل على الاعتقاد الخاص بحياتهم بعد الموت» بتأكيد الأثري ولسن.
26
ويعضد ولسن في ذلك؛ الأثري المصري سليم حسن بقوله: «من الحقائق الغريبة في بابها، والتي يجب معرفتها عن معتقدات الشعب في عهد الدولة القديمة؛ أنه لم يرد في المتون الجنازية عامة، إشارة إلى روح الفرد العادي با وقرينته كا مدى حياته، كما أنه لا توجد صورة لأيهما في النقوش والرسوم حتى بعد الموت، وهذا خلاف ما نعرفه عن الملوك؛ إذ إن روح الفرعون با وقرينته كا، مرسومة على الآثار في حياته وبعد مماته.»
27
ويفهم من ذلك أن التصورات المصرية حول عالم الخلود قد أخذت خطوة تطورية، فبدأ الشعب يدخل المرحلة الجنازية، لكن دون أن يكون له الحق في الحياة من بعد الموت؛ لأنه بدون «كا»، وبدون «با» بوجه خاص وهي سر الخلود كما سنرى فيما بعد.
ولا يفوتنا قبل الانتقال إلى هذه المراحل التطورية الجديدة، أن نشير إلى أن المصري في عصر فجر التاريخ، قد اعتقد في آلهة خاصة لعالم الموتى، والتي كان أهمها «أنوبيس»، «إله مدينة كاسا في مصر الوسطى، وكان يمثل في هيئة رجل له رأس ابن آوى، وفي المؤلفة الشمسية كان يعد ابنا لرع.»
28
صفحه نامشخص