رب الثورة: أوزيریس وعقیدة الخلود في مصر القديمة
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
ژانرها
ولأنها الحرم؛ فقد حرم بها «صيد الطيور والأسماك»،
60
ويوم الاحتفال بعيد القيامة المجيد، كان «لا يجوز لأحد أن يجاهر فيه بصوته.»
61
هذه بإيجاز أهم أساطير المدرسة الأونية التي تعد من أقدم فلسفات الوجود ونشأته، لكنها على أي حال لم تكن الفلسفة الوحيدة في هذا الزمان؛ فقد كانت هناك مدرسة الإله بتاح، إبان حكم الأسرة الأولى في الدولة القديمة، والتي بلغت شأوا عظيما، قبل أن يسقط إلهها في صراعه مع رع في نهاية الأسرة الرابعة، ولبتاح فكر وفلسفة لها ثقلها وأهميتها، وأثرها الذي لا يمكن أن يتغاضاه البحث النزيه، وكان صاحب دور لا يمكن إنكاره في تطوير الفلسفة المصرية في الوجود، والارتفاع بها وترقيتها، تطويرا كان له مداه البعيد ومده، وأثره العميق، لا في فلسفة المصريين فحسب، بل وفي فلسفات الأمم الأخرى المجاورة.
و«بتاح» هو في النطق السامي «فتاح»، اسم يحمل في رأي الثقات معنى «الفتح»
62
أو هو بتعبير أكثر دقة وتحديدا إنما يعني «الصانع أو الفتاح أو الخلاق.»
63
وكان دخول الفتاح إلى مجال التفلسف، يعود بالتأكيد إلى رغبة أتباعه، في كفالة زعامة الفكر والدين لمدينتهم منف؛ تدعيما لزعامتها السياسية، «فأدلوا بسهمهم في تفسير وتعديل المذهب القديم، الذي نادت به عين شمس المجاورة لمدينتهم، ثم خرجوا على الناس بمذهب جديد، يصطبغ بالمعنوية أكثر مما يصطبغ بالمادية، ردوا فيه خلق الوجود وما احتواه، إلى قدرة عاقلة مدبرة آمرة، وتمثلوا هذه القدرة في معبودهم بتاح نفسه، وأكدوا أنه أوجد نفسه بنفسه، وأنه أبدع الكون ومعبوداته، وناسه وحيوانه وديدانه، عن قصد منه ورغبة.»
صفحه نامشخص