رب الثورة: أوزيریس وعقیدة الخلود في مصر القديمة
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
ژانرها
المهم في الأمر؛ أن ست قد اغتال أخاه أيا كان هذا الاغتيال، فحزنت عليه حبيبته إيزي، وسارت تضرب في الأرض بحثا عنه، بصحبة «عنوب أو أنوبيس»
46
الابن غير الشرعي لأوزير، من أخته الثانية نبتحت/نفتيس، حتى عثرت عليه بعد أن ألقى البحر به على شاطئ مدينة بيبلوس الساحلية الكنعانية، وعادت به إلى مصر نائحة باكية، وأخفته ريثما تعد العدة لدفنه، فعثر عليه ست مرة أخرى، فجن جنونه، ومزقه إربا، ونثر أجزاء جسده في أرض مصر؛ كأن رمى بفقرياته في أبي صير بالدلتا، وبرأسه في أبيدوس، وبعضوه التناسلي في النيل حيث ابتلعته سمكة «القنومة
Oxythnque »،
47
وعادت الحبيبة المخلصة مرة أخرى ؛ لتجمع اللحم والعظم الممزق، وجلست تبكي على جسده «الطاهر»، وتستعطف الآلهة، فحزنت الآلهة عليه ورقت لحال «العذراء» إيزي، فقامت أمه نوت بإحياء رميم عظامه، «فقام من بين الأموات»، وساعتها حملت منه حبيبته بوحيدهما حور، وقامت الآلهة برفع الناهض من بين الموتى إلى السماء، جسدا حيا، ليصبح إلها لمملكة الغرب - مملكة الموتى - تعويضا له عما لحقه من أذى.
ولما كبر حور، قرر الثأر لأبيه واسترداد عرشه، ولكن ست تنكر في هيئة خنزير أسود، وهاجم حور فجرحه واقتلع منه إحدى عينيه،
48
ولكن حور عاد فانتصر على عمه، واسترد عينه وقدمها لأبيه تضحية وعرفانا بالوالدية، ونظرا لأن ست كان قد طعن في شرف العذراء وشكك في شرعية بنوة حور لأوزير، أمام المحكمة الإلهية التي انعقدت لوضع حد لهذه الحرب الدموية، وتكونت من آلهة أون الكونية الخمسة، تحت زعامة رع؛ لتقضي بين المتخاصمين؛ فقد دفعت إيزي ادعاء ست وتشكيكه في عذريتها بقولها لهيئة المحكمة الإلهية: «أنا إيسه، ربة الشهرة والقداسة، وإن من هو في أحشائي، هو غرس أوزير حقا»
49
صفحه نامشخص