ق بما يغشاه صدرا
وتغير المكان والزمان كما أوحى إلي وجداني، ورأيتني أمتطي سلحفاة معمرة في حجم عنزة، وشهدت اجتماعا في قاعة عظيمة الاتساع تحرسها رماح الجنود، وظهر فوق المسرح خطيب اندفع يقول بحماس: لوذوا بالمليك، صاحب العرش، هو العامل الأول والعالم الأول والوطني الأول وقد دالت دولة المهرجين.
سرعان ما عرفته رغم زيه الجديد المكون من البدلة الإفرنجية، وتبعته إلى الطريق وهو ينادي تاكسي، فاقتربت منه قائلا: أهلا بأستاذنا أبي الفتح الإسكندري.
فعرفني بدوره، وصافحني ثم سألني: ماذا فعلت بك الأيام؟ - كعادتها خيرا وشرا، ولكن ماذا غيرك أنت فنقلك من النقيض إلى نقيض؟!
فقال بجفاء: العزة في التنقل.
ثم أنشد، يقول:
الذنب للأيام لا لي
فاعتب على صرف الليالي
بالحمق أدركت المنى
ورفلت في حلل الجمال
صفحه نامشخص