ونمت نبرة الرجل عن غيظ مكتوم، وهو يقول: وكيف تعرف هذا الهدف؟ كيف تتابعت الأجيال دون أن تعرفه؟ وهل تؤجل امتحان الثانوية العامة حتى تعرفه؟!
فقال الشاب في حزن: أعرف أنه سؤال مثير للسخرية، ولكني وقعت في قبضته.
فقالت «بيسة» بجزع: لا تقل ذلك، عليك أن تنقذ نفسك.
وقال أبوه بحرارة مدافعا اليأس: حتى لو وجد جواب، فهو لن يجيء بين يوم وليلة.
فصمت «عبد الفتاح» فواصل الرجل برجاء: لا خلاف في ذلك، فلنبدأ بالممكن.
قالت الأم، وهي في غاية من القلق: لنبدأ بالممكن.
فواصل الأب: بوسعنا أن نخلق هدفا لحياتنا وأن نحققه، ولك ألا تكف عن التفكير في الآخر، ومن يدري، فربما عرفته بعد عمر طويل!
وتنهدت الأم في ارتياح قائلة: حل موفق، أليس كذلك يا «عبد الفتاح»؟!
وقال الأب برجاء حار: أعلن موافقتك أرجوك!
ابتسم ابتسامة شاحبة في استسلام، اقتنعت الأم بأنه اقتنع ... قالت بفرحة طفولية: سنسهر الليلة في الميري لاند، لم نسهر معا منذ مدة، أمامنا عشاء ساهر وشراب منعش.
صفحه نامشخص