قواعد العلل وقرائن الترجيح
قواعد العلل وقرائن الترجيح
ناشر
دار المحدث للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٥ هـ
ژانرها
من الفقهاء من أصحابه وغيرهم، فإنه اعتبر أن يكون حديث هذا المخالف أنقص من حديث من خالفه، ولم يعتبر المخالف بالزِّيادة، وجعل نقصان هذا الرَّاوي من الحديث دليلًا على صحَّة مخرج حديثه، وأخبر أنه متى خالف ما وصف أضرَّ ذلك بحديثه، ولو كانت الزِّيادة عنده مقبولة مطلقًا لم يكن مخالفته بالزِّيادة مضرًا بحديثه» (١) .
وقال الشافعي أيضًا: «إنَّما يغلط الرجل بخلاف من هو أحفظ منه، أو يأتي بشيء في الحديث يشركه فيه من لم يحفظ منه ما حفظ، وهم عدد وهو منفرد» (٢) .
وقال ابن حجر معقبًا على كلامه: «فأشار إلى أن الزِّيادة متى تضمَّنت مخالفةَ الأحفظ أو الأكثر عددًا أنها تكون مردودة» (٣) .
وحيث إنَّ هذه المسألة من أهم مسائل علم العلل، فإنَّ نقل كلام علماء الحديث وعلله مما يزيد الأمر وضوحًا، فمن المفيد جدًا ذكر شيءٍ من ذلك نظريًا وعمليًا.
أما النَّظري فمن ذلك:
ما قاله أبو زرعة الرَّازي: «إذا زاد حافظ على حافظ قُبِلَ» (٤) .
وقال أيضًا: «حديث أبي إسحاق عن جرير مرفوع أصح من
_________
(١) الصارم المنكي (ص١٠٠) .
(٢) اختلاف الحديث (ص٢٩٤) .
(٣) النكت لابن حجر (٢/٦٨٨) .
(٤) العلل لابن أَبي حاتم (١/٣١٨و٢/٣٠٢) .
1 / 60