قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها
قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها
پژوهشگر
إبراهيم إبراهيم هلال
ناشر
دار الكتب الحديثة
محل انتشار
مصر / القاهرة
ژانرها
وَهَذِه الْمقَالة من هَؤُلَاءِ الْجُهَّال تَتَضَمَّن نسخ الشَّرِيعَة وَذَهَاب رسمها وَبَقَاء مُجَرّد إسمها وَأَنه لَا كتاب وَلَا سنة لِأَن الْعلمَاء العارفين بهما إِذا لم يبْق لَهُم سَبِيل على الْبَيَان الَّذِي أَمر الله سُبْحَانَهُ عباده بِهِ بقوله: ﴿وَإِذا أَخذ الله مِيثَاق الَّذين أُوتُوا الْكتاب لتبيننه للنَّاس وَلَا تكتمونه﴾ . وَبِقَوْلِهِ: ﴿إِن الَّذين يكتمون مَا أنزلنَا إِلَى قَوْله: أُولَئِكَ يلعنهم الله﴾ .
فقد انْقَطَعت أَحْكَام الْكتاب وَالسّنة، وَارْتَفَعت من بَين الْعباد، وَلم يبْق إِلَّا مُجَرّد تِلَاوَة الْقُرْآن ودرس كتب السّنة، وَلَا سَبِيل إِلَى التَّعَبُّد بِشَيْء مِمَّا فيهمَا.
وَمن زعم عِنْد هَؤُلَاءِ الجهلة أَنه يقْضِي أَو يُفْتِي بِمَا فيهمَا أَو يعْمل لنَفسِهِ بِشَيْء مِمَّا اشتملا عَلَيْهِ فدعواه بَاطِلَة وَكَلَامه مَرْدُود.
فَانْظُر إِلَى هَذِه الفاقرة الْعُظْمَى والداهية الدهياء والجهالة الجهلاء والبدعة العمياء الصماء ﴿﴾ ﴿سُبْحَانَكَ هَذَا بهتان عَظِيم.
وَإِن زَعَمُوا أَن هَذَا الصَّنِيع مِنْهُم لَيْسَ هُوَ بِمَعْنى مَا ذكرنَا من نسخ الْكتاب وَالسّنة وَرفع التَّعَبُّد بهما فَقل لَهُم فَمَا بَقِي بعد قَوْلكُم هَذَا؟﴾ فَإِنَّكُم قد قُلْتُمْ لَيْسَ للنَّاس إِلَّا التَّقْلِيد، وَلَا سَبِيل لَهُم إِلَى غَيره، وَأَن الِاجْتِهَاد قد انسد بَابه وَبَطلَت دَعْوَى من يَدعِيهِ، وَامْتنع فضل الله على عباده، وانقطعت حجَّته ﴿﴾ ! .
وَهَذَا مَعَ كَونه من الْإِفْك الْبَين قد اخْتلفت فِيهِ أنظار هَؤُلَاءِ المقلدة اخْتِلَافا كثيرا، فَقَالَت طَائِفَة مِنْهُم لَيْسَ لأحد أَن يجْتَهد (بعد أبي حنيفَة وَأبي يُوسُف
1 / 328