قوت القلوب
قوت القلوب
ویرایشگر
د. عاصم إبراهيم الكيالي
ناشر
دار الكتب العلمية - بيروت
ویراست
الثانية
سال انتشار
١٤٢٦ هـ -٢٠٠٥ م
محل انتشار
لبنان
إليه في الصلاة ولبس خاتمًا فنظر إليه وهو على المنبر بنظرة فرمى به وقال: شغلني هذا عنكم نظرة إليه ونظرة إليكم، وقد قال تعالى: (قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَِّبعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللهُ) آل عمران: ٣١ وقال رسول الله ﷺ: من أحبني فليستن بسنتي، وقال في الخبر المشهور: عليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وقد كان أبو محمد سهل ﵀ يقول: من علامة حبّ الله تعالى حبّ النبي ﵇، ومن علامة حبّ النبي ﷺ حبّ السنّة ومن علامة حبّ السنّة بغض الدنيا، وعلامة بغضها أن لا يأخذ منها إلا زادًا وبلغة
وقال النبي ﷺ لعائشة ﵂: إن أردت اللحوق بي فإياك ومجالسة الأغنياء ولا تنزعي ثوبًا حتى ترقعيه، وكان ﷺ قد احتذى نعلين جديدتين فأعجبه حسنهما فخرّ ساجدًا وقال: أعجبني حسنهما فتواضعت لربي خشية أن يمقتني، ثم خرج بهم فدفعهما إلى أول مسكين رآه وأمر عليًّا ﵁ فاحتذى له نعلين سنديتين قال: فرأيته وقد لبسهما يعني جرداوين أي معطوفتين وقال ﷺ: إن أقرب الناس مني مجلسًا يوم القيامة من كان على مثل ما أنا عليه من الدنيا، وكان ﷺ يقول: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا، وقال ﵇: لا يعذّب الله عبدًا جعل رزقه في الدنيا قوت يوم بيوم، وقال ﵇: طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان رزقه في الدنيا قوتًا وقنع به، وفي لفظ آخر: وصبر عليه، وقال ﵇: أحد غنيّ ولا فقير إلا ودّ يوم القيامة أن رزقه كان في الدنيا قوتًا.
وروينا عنه ﷺ: اللهم من أحبّني وأجاب دعوتي فأقلّل ماله وولده، من أبغضني ولم يجب دعوتي فأكثر ما له وولده وأوطئ عقبيه كثرة الأتباع، وكانت هذه دعوة الصحابة على من مقتوه، وروينا في الخبر: نقصان الدنيا زيادة الآخرة وزيادة الدنيا نقصان الآخرة وفي الأثر: ما من أحد أعطي من الدنيا شيئًا إلا نقص من درجته وإن كان على الله تعالى كريمًا. وقال إبراهيم بن أحمد الخواص ﵀ في وصف المدّعين: وقوم ادّعوا الزهد ولبسوا الفاخر من الثياب يموّهون بذلك على الناس ليهدوا إليهم مثل لباسهم ولئلا ينظر إليهم بالعين التي ينظر بها إلى الفقراء فيحتقرون فيعطون كما يعطى المساكين ويحتجون لنفوسهم باتساع العلم وإنهم على السنّة وإن الأشياء داخلة عليهم وهم خارجون
1 / 432