قوت المغتذي على جامع الترمذي

جلال الدین سیوطی d. 911 AH
58

قوت المغتذي على جامع الترمذي

قوت المغتذي على جامع الترمذي

پژوهشگر

ناصر بن محمد بن حامد الغريبي

ناشر

رسالة: دكتوراة - جامعة أم القرى

سال انتشار

۱۴۲۴ ه.ق

محل انتشار

مكة المكرمة

ژانرها

علوم حدیث
منهم أورد معنى للحديث بحسب مدلوله الشرعي، وزاد عقب أقوالهم قائلًا: " ويطلق أيضًا على الطاعة والصلاة، والسكون والخشوع، والدعاء، والإقرار بالعبودية ". وكحديث ابن عباس برقم (٥٧٩) من قول الشجرة: " وتقبلها منِّي ... " ذكر الشارح قول ابن العربي في تعليقه على الحديث، حيث يقول: " عسُر عليَّ في هذا الحديث أن يقول أحد ذلك ... وأين ذلك اللسان، وأين تلك النية؟ " وهذا فهم ذوقي لا يخضع لمدلول اللفظ، وربما استشكل على القارئ قول ابن العربي، مما حدَا بالحافظ السيوطي أن يتعقبه موجهًا لمعنى الحديث، فقال: " قلتُ: ليس المراد المماثلة من ْكل وجه، بل في مطلق القبول، وقد ورد في دعاء الأضحية ... وإذا ورد الحديث بشيء اتُّبع ولا إشكال " وهذا التوجيه منه وجيه. هذه أمثلة ذكرتها -لا للحصر- تبين منهج السيوطي في شرحه للنصوص، واستخلاصه ما يدل عليه من معنى لغوي، أو شرعى، أو نقد حديثي، أو ملحة أدبية كما رأينا. وقُلْ مثل ذلك في البلاغة والنحو: كحديث ابن عباس برقم (٢١٩٣) في قوله ﷺ: " لا ترجعوا بعدي كفارًا " قال شارحه: " وقال ابن مالك: فما خفي على أكثر النحويين استعمال [رجع] كـ[صار] معنى وعملًا، ومنه الحديث ... قال: ويجوز في [يضرب] الرفع والجزم "، وإيراد الحافظ كلام إمام النحاة المتأخرين في جواز الرفع والجزم لفعل [يضرب] جوابٌ على قول القاضي عياض -قبل ذلك- " أنَّ الصواب الضم " وقد أوضحت وجه التعارض، وسبيل الجمع بما يكفي في حاشية التحقيق، فلينظر هناك. وكحديث أبي رزين العقيلي برقم (٢٢٧٨) في قوله ﷺ: "وهي

المقدمة / 61