وقال طاهر شعرا كثيرا يفيض يأسا وحزنا وتشاؤما، وتأثر في بعضه تأثرا واضحا بفن العبث، ولم ينشر شيئا مما يمكن أن يسيء إلى البطل الجريح ولو من بعيد، ويقول أحيانا قابضا على أي خيط من الأمل: ها هو يطهر الثورة من سلبياتها ويعيد بناء الجيش.
فيقول إسماعيل ساخرا: سيزيف يصعد الجبل من جديد.
لم يعد يرد على السخرية بعد أن انكسرت نفسه وانهزم كبرياؤه.
ولما رحل الرجل عن دنيانا رحيله المفاجئ تلقى الضربة القاضية، وقال: دعوني أردد مع المؤمنين - ولست منهم - كل شيء هالك إلا وجهه.
ولم يخف صادق صفوان فرحه فقال: هذا خبر أمتع من شهر العسل.
وقال حمادة ساخرا: موته يعتبر من أمجد أعماله.
أما إسماعيل قدري فقال: هرب في الوقت المناسب تاركا الطوفان لمن يخلفه.
واندمج صادق صفوان في حياته بطمأنينة جديدة، وقال لنا: أنا متفائل بالرئيس الجديد.
وسعد بسناء سعادة شاملة، وشعر بأنه ملك الدنيا والدين، ربما لم تكن سناء بالبساطة التي تمناها، فلم تكن صورة طبق الأصل من إحسان، وكانت حصلت على الثانوية العامة قبل زفافها مباشرة، وفي عز الحب واللهو قالت له: أود أن أكمل دراستي!
فانزعج وقال لها: أنا لم أكمل دراستي بعد البكالوريا إيمانا مني بالعمل، افعلي مثلي وكرسي حياتك لعملك كست بيت.
صفحه نامشخص