العيال شؤم فمن تهيأ لطلب الدنيا فليتهيأ للذل، وكثيرًا ما يسأل الناس عن حديث حذيفة مرفوعًا "خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ. قيل: يا رسول الله ومن خفيف الحاذ؟ قال: من لا أهل له ولا مال" وفي رواية: "ولا ولد" (٢٠) وهو حديث ضعيف رويناه في مسند أبي يعلى الموصلي، قال أبو حاتم الرازي: إنه
_________
= والأول: ضعيف والآخر حسن الحديث، وقد جزم المناوي بأنه هو ولم يظهر لي وجهه والله أعلم.
والحديث رواه أيضًا الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث أنس بن مالك، قال المناوي:
" قال العراقي: فيه خلاد بن عيسى، جهله العقيلي، ووثقه ابن معين".
قلت: -أي الشيخ الألباني- هو عند الديلمي (٢/ ١/ ٥٠) وكذا الخطيب بعضه (١٢/ ١١)، من طريق أبي الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المخرمي: حدثنا علي بن عيسى كاتب عكرمة القاضي: حدثنا خلاد بن عيسى عن ثابت عن أنس مرفوعًا به.
وفيه علة أخرى، وهي ضعف يعقوب هذا، فقد ترجمه الخطيب (١٤/ ٢٩٠)، وروى عن الدارقطني أنه ضعيف، وعن ابن المنادي:
" كتبنا عنه في حياة جدي، ثم ظهر لنا من انبساطه في تصريح الكذب ما أوجب التحذير عنه، وذلك بعد معاتبة وتوقيف متواتر، فرمينا كل ما كتبنا عنه نحن وعدة من أهل الحديث".
وعلى بن عيسى كأنه مجهول، فإن الخطيب أورده في "التاريخ" (١٢/ ١١) من أجل هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
(٢٠) منكر:
أخرجه أبو يعلى -كما في الجامع للسيوطي-، والعقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٦٩)، وابن عدي في الكامل (٣/ ١٠٣٧)، والخطابي في العزلة (ص - ٣٦)، والخطيب في "التاريخ" (٦/ (١٩٧) ١٩٨، ١١/ ٢٢٥)، وابن الجوزي في الواهيات (٢/ ٦٣٥) من طريق رواد بن الجراح، عن سفيان الثوري عن ربعي بن حراش عن حذيفة مرفوعًا به.
قلت: وسنده ضعيف، وآفته رواد بن الجراح، قال البخاري "كان قد اختلط، لا يكاد يقوم حديثه، ليس له كثير حديث قائم". وقال الساجي: "يتفرد بحديث ضعفه الحفاظ فيه وخطؤوه وهو: خيركم بعد المائتين". =
1 / 27