وحكى الإمام عز الدين بن الحسن(1) عن أبي علي الجبائي أنه قال: إذا قدر خلو الزمان من صالحي قريش جاز نصب إمام من غيرهم.
حجة القائليل بشرط القرشية
وقد احتج القائلون بأحقية قريش بالخلافة بحجج مختلفة بعضها شرعية وبعضها اعتبارية وسوف أذكرها واعقب على كل منها بما يناسبه، وهي كالتالي:
الحجة الأولى: حديث «الأئمة من قريش»
في ظل الصراع الذي أشرت إليه سابقا حظي ما يعرق بحديث «الأئمة من قريش» باهتمام كبير وعناية خاصة، حتى قدم في أكبر من حجمه، لهذا حرصت على مراجعته بشكل دقيق للكشف عن واقعه ثبوتا ودلالة، واستعنت بما سجله علماء المسلمين في ذلك، وقد لخصت ذلك في التالي:
(1) روايات الحديث وشواهده
بعد تتبع لروايات الحديث ودراسة لطرقها، وجدت أنه روي من عدة طرق على النحو التالي:
(1) ما روي من طريق سهل أبي الأسد عن بكير الجزري عن أنس بن مالك، قال كنا في بيت رجل من الأنصار فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى وقف فأخذ بعضادتي الباب، فقال: «الأئمة من قريش، ولهم عليكم حق، ولكم مثل ذلك، ما إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا وفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». رواه ابن أبي شيبة(2)، وأحمد(3)، وأبو يعلى(4)، وابن أبي عاصم(5)، والطيالسي(6)، وغيرهم.
وقد ضعفت هذه الرواية ببكير الجزري، فهو مجهول، قال المزي(7): روى له النسائي هذا الحديث الواحد. ونص على جهالته الذهبي(8)، وضعفه الإزدي(9).
صفحه ۴۳