] أدلة القائلين بقدم القرآن وأنه غير مخلوق [ :
من القرآن : ومحور استدلالهم من القرآن يستند إلى آيتين وهي قوله تعالى : ( ألا له الخلق والأمر ) (الأعراف : 54 )
وقوله تعالى : ( إنما أمرنا لشيئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) النحل : ( 40 )
ووجه استدلالهم هنا على أن كلام الله غير مخلوق يتمثل أولا : في القول أن الله تعالى في الآية الأولى (ميز بين الخلق والأمر فوجب أن لا يكون داخلا في الخلق ) أو كما قال أبو الحسن الأشعري في كتابه الإبانة 19/ ، أنه تعالى : ( لما قال : ( ألا له الخلق ) كان هذا في جميع الخلق ، ولما قال ( والأمر ) ذكر أمرا غير جميع الخلق فدل ما وصفنا على أن أمر الله غير مخلوق) ( 8 ) .
أما ثانيا : فيتمثل في اعتبار هذا الأمر غير المخلوق - كما قرروه استنادا إلى الآية الأولى - هو الأمر الذي ورد في الآية الثانية ( إنما أمرنا ..) والذي يخلق الله به الخلق والمتمثل في قوله للشيء المراد خلقه ( كن ) !! ، وقوله كن هو كلامه الذي يكون به الخلق ، وكلامه عزوجل الذي به يكون الخلق غير الخلق الذي يكون مكونا بكلامه) ! (9) ، وبالتالي فإن القرآن غير مخلوق !!!، وتأكيدا لهذه النتيجة قالوا : بأن القرآن الذي هو كلام الله وقوله لوكان مخلوقا لوجب - كما قال الأشعري - ( أن يكون مقولا له : كن فيكون ، ولو كان الله عز وجل قائلا للقول : كن ، كان للقول قول ) ، يقصد أن القول (كن ) سيكون في هذه الحالة محتاجا إلى قول آخر ليكون ، وهكذا إلى ما نهاية وهذا مستحيل ، وعليه يقول الأشعري : ( وإذا استحال ذلك صح وثبت أن لله عز وجل قولا غير مخلوق ) (10) .
والحقيقة أن استدلالهم العجيب هذا باطل من الأساس ، وقد أجاب عليه القائلون بخلق القرآن بما مفاده : إن المراد بالأمر في قوله تعالى ( ألا له الخلق والأمر ) هو التصريف والتدبير ، أما ما ذهبوا إليه من المراد بالأمر القول ، والكلام ، فهو تحكم محض لا دليل عليه مطلقا ومن ذا الذي يفهم من الآية السابقة أن المراد بها أن الله له الخلق والقول الذي يخلق به الخلق ؟! ، هذا من جهة.....
صفحه ۶۹