الحلقة السادسة " الأخيرة " :-
كنا قد عرضنا في الحلقات السابقة أدلة الفريقين العقلية ( القائلين بخلق القرآن، والقائلين بقدمة وأنه غير مخلوق )
وأقوالهم وآرائهم وردود كل فريق على الآخر واعتراضاته.. إلى آخر ما هنالك مما تركز حول كلام الله بوجه عام وصفة التكلم، في إطار ما فرضه الخلاف بينهم بشأن القرآن الكريم ، من سعي كل فريق لإثبات صحة رأيه في القرآن الكريم عن طريق إثبات ذلك بالنسبة لكلام الله بوجه عام، حتى إذا ما ثبت بأن كلام الله محدث أو ثبت بأنه قديم ثبت تبعا لهذا أو ذاك ثبوت أحدهما بحق القرآن الكريم.
وقد رأينا كيف أن القائلين بقدم القرآن وأنه غير مخلوق أخفقوا في الحقيقة في إثبات ذلك من خلال الأدلة العقلية التي قدموها، ولم تصمد أمام النقد، فضلا عن إخفاقها في معارضة تلك التي قدمها القائلون بخلق القرآن ، أو التخلص من إلزماتها .
وفي هذه الحلقة نعرض الأدلة السمعية التي ستحسم المسألة ونختتم بها الموضوعنا هذا.
] أدلة القائلين بخلق القرآن وحدوثه من القرآن [:
وأدلتهم من القرآن انقسمت الى قسمين
القسم الأول:
1- آيات صريحة في كونه محدثا مجعولا:
* قوله تعالى : (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون ) (الأنبياء :2)
* وقوله تعالى : (ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين) (الشعراء :54)....
صفحه ۶۰