ليقترب منها، ولتصب هي سلسبيلا من الموسيقى في أذنيه المرهفتين لكل كلمة من كلماتها، وليرشف هو هذه الخمر التي تتدفق من عينيها وأهدابها ، وليرشف هو هذه الخمر حتى تثمل روحه ويسكر قلبه، وتزيغ عيناه.
ليقترب، ليقترب كثيرا، ليمس جسده المشتعل جسدها المعطر الفينان، إنها لا ترفض أن تكون ذراعه فوق كاهلها، بل هي أيضا تنثر ذراعها فوق كاهله، ها هما يتخاصران، الخبيث يجيل عينيه في عينيها، هل يبحث عما يكنه قلبها، أم يفتش عن شيء مفقود في نفسها؟ إنهما ما يتحولان عن عينيها! إنه يحملق فيهما بشراهة!
قبلة ...
هي القبلة الأولى من غير شك، هي الاعتراف الصريح بنضوج الحب!
وقبلة ثانية ...
وهي القبلة المؤكدة لأختها الأولى، هي عدم المبالاة بما عساه أن يكون، أول شرط في عقد هذا الغرام الأثيم، هي الاعتداء الصارخ على عرض منلوس، منلوس العظيم، منلوس ملك أسبرطة، وسليل الآلهة. ••• - «ألا يسرك يا هيلين أن نعيش سويا أبد الدهر؟» - «ألا يسرني؟! ما السرور إذن يا حبيبي باريس؟» - «إذن فلنرحل في ظلام الفجر!» - «إلى أين؟» - «إلى طروادة!» •••
وأقلع الأسطول في غبشة البكور يحمل هيلين.
وعفا الحب عن عمة باريس، عفا الحب عن الأيم هسيونيه!
التعبئة
عاد منلوس من رحلته في الحدود، وليته لم يعد!
صفحه نامشخص