قصة الخلق: منابع سفر التكوين
قصة الخلق: منابع سفر التكوين
ژانرها
TAGNOAH »، لكن الأسطورة المصوغة لبطولة «تجنوح»، دخلتها عناصر من قصة الخلق، فقالت إن «تجنوح» لم يستمر في هذه الحياة الخالدة، بعد أن خسرها، لما أكل من فاكهة محرمة،
7
ولنلاحظ القرب الزماني لأسطورة «تجنوح» من وقت ظهور التوراة، حيث اختصر فيها «تجنوح» إلى «نوح»، الذي تقول التوراة إنه عاش عمرا مديدا بلغ حوالي تسعمائة وخمسين عاما، وهو يكاد يكون ترديدا لمعنى الخلد الألفي، الذي ينقطع فجأة بالأكل من الثمرة المحرمة في القصة الأصلية «تجنوح» (تكوين 6: 9).
وقد استند الباحثون إلى مثل هذه الأساطير ليقطعوا بأن السومري القديم لم يعتقد في حياة خالدة من بعد الموت، وأن الساميين قد تابعوهم في ذلك، وهذا في رأينا فهم خاطئ للمسألة من أساسها، لأن الخلود الذي قصدته تلك الأساطير كان مطلبا لديمومة الحياة في هذه الدنيا، ورفض السومريون الاعتقاد في أن إمكانية تحقق ذلك أمر منطقي وعقلاني، رغم رغبتهم الواضحة فيه، أما الاعتقاد في حياة أخرى بعد الموت في عالم آخر، فهو أمر مقرر لدى السومريين، ولا يجادل بشأنه مكابر، ولا يقبل شكا أو جدلا، لكنه لم يأخذ خطه التطوري الذي أخذه عند المصريين، فلم يعتقد السومريون بعودة الموتى في شكل بعث جديد ولا في ثواب أو عقاب، وكل ما في الأمر أن الموتى يرحلون جميعا إلى عالم آخر، وهو في ملحمة «جلجامش»: «البيت الذي لا يعود داخله»،
8
في عالم تحت أرضي، خالد، لكن ليس فيه ما يبهج النفس.
وأطلق السومريون على عالمهم التحت أرضي كلمة «كور
KUR »، وكانت هذه الكلمة في الأصل، تدل على وحش تخيلوا مسكنه تحت سطح الأرض، اختطف إلهة أنثى أرضية هي «إيرشكيجال»، وأخذها لتعيش معه كزوجة في العالم التحت أرضي، وصارا هناك سيدين للعالم التحت أرضي الرهيب.
9
وأتصور أن الكلمة «كور» تحولت من دلالة على الوحش السفلي، إلى الدلالة على العالم الأسفل عموما، نتيجة تصور أن العالم السفلي يتخطف الأحياء عن الأرض، لينزلهم موتى إلى باطنه، كمن يلتهمهم، أو أن «كور» كان يتخطفهم من الدنيا الأرضية، وبذلك يكون بداية لفكرة ملاك الموت السامي «عزرائيل».
صفحه نامشخص