قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

زكي نجيب محمود d. 1414 AH
73

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

ژانرها

وقلت: إن الحكمة تفوق الجهل كما يفوق النور الظلام، فالحكيم عينه في رأسه، والجاهل يضل السبيل، ولكن رأيت أن الأحداث تحدث للحكيم كما تحدث للجاهل، فما غناء الحكمة؟ كل شيء باطل، فالحكيم ينسى بحكمته، والجاهل ينسى بجهله، ويموت الحكيم كما يموت الجاهل، فما الحياة؟

كل ما تحت الشمس باطل وقبض الريح.

سخرت من عملي الذي أعمله؛ إذ علمت أنه صائر لمن بعدي، ولا أعلم ما سيكون؟ حكيما أو جاهلا؟

وكل شيء باطل.

حاولت أن أيأس من كل ما عملت، فالإنسان يجد في حياته، وينجح بحكمته، ثم يترك ما عمله لمن يبذل فيه جهدا، ولم يتعب فيه قلبا.

كل شيء باطل وبلاء عظيم.

فماذا ينال الإنسان من عنائه في يومه، وغمه في عمله، وهمه في ليله؟

كل شيء باطل.

لا شيء للإنسان خير من أن يأكل ويشرب ويستمتع بلذة الخير في عمله، وقد رأيت هذا من نعمة الله، ومن أولى بها مني؟

إن الله ليهب للخير الحكمة والعلم ورضا النفس، ويدع الشرير يجمع المال ويعدده، يحسب أن ماله يخلده.

صفحه نامشخص