قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
ژانرها
ثم كان لهم نوع آخر من الأدب وهو أدب الحكم والمواعظ، منها ما هو أدب للنفس، ومنها ما هو أدب للمجتمع، ومنها ما هو أدب سياسي، ومنها ما هو أدب ديني. فمن نصائح «بتاح حوتب» لابنه:
9
إذا أردت حسن الثناء فتجنب الطمع، فإنه داء لا يشفى، ومحال أن تكون معه صداقة، وهو مركب من جملة شرور، ووعاء لكل مرذول.
إذا أصبحت عزيزا بعد هوان، وغنيا بعد فقر، فلا تنس أيام هوانك وفقرك إن استطعت؛ فوجه عنايتك للعلم وبلاغة القول، وفكر قبل أن تأمر، فما أقبح التصرف من غير تفكير، ثم إذا أمرت فلا تتعاظم في أمرك، ولا تحتد في قولك، وتحر أن تكون مطاعا في أمرك، مسددا في إجابتك، فالحلم يذلل الصعاب، والغضب ينغص العيش.
تحر بفضلك من صادقك في شدتك، فإنهم أحق بفضلك ممن لا يعرفونك إلا في رخائك.
الرجل الغر ينصح فلا يسمع، ويرى العلم في الجهل، والربح في الخسارة، ويأتي ما يأتي على غير هدى، ويجد في كلام السوء غذاء لنفسه.
تلطف مع زوجك، واقصد أن تجعلها أسعد امرأة في بلدها، وأسلس قيادها يستقم سيرها، وبشرها ولا تنفرها، وتحبب إليها بموافاتها بما تطلب.
لا يغرنك علمك ولا تثق به، وشاور الجاهل والعاقل، فالعلم لا حد له، والوصول إلى نهايته لا يستطيعه أحد وليس هناك عالم بفن يستطيع أن يقول فيه الكلمة الأخيرة، والكلام القيم أخفى من الحجر الكريم الأخضر، ومع هذا فقد تجده في يد أمة تدير الرحا.
أطع تستفد، فإني لم أبلغ ما بلغت إلا بالطاعة، وإن الطاعة تستجلب المحبة وتدر الخير، والله يحب من أطاع ويكره من عصى.
إذا دعيت إلى مائدة من هو أكبر منك مقاما فخذ مما يقدم لك، ولا تمدن عينيك إلى ما وضع أمامه، ولا توجه نظراتك إليه. •••
صفحه نامشخص