قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

زكي نجيب محمود d. 1414 AH
107

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

ژانرها

فأنصتوا، وصاح البطل ثلاثا

وثلاثا في حومة القتال ارتد أهل طروادة راجعين.

وفي هذه الأثناء كانت «ثيتس» قد قصدت إلى «فلكان» وطلبت إليه أن يصنع للبطل درعا جديدة يصفها هوميروس في مقطوعة هي من أجمل ما جاء في الإلياذة. ولم تكد ثيتس تتسلم الدرع الجديدة من صانعها، حتى هبطت بها من قمة الأولمب واثبة كأنها البازي يندفع وراء فريسته.

ويتم الصلح بين أخيل وأجاممنون، ويدرع أخيل بدرعه الجديدة، ويهبط إلى ساحة القتال، يضرب بسيفه هنا وهناك، فيقتل عددا من أبطال طروادة، ولكنه لا يبغي سوى هكتور ليورده الحتف جزاء ما قتل صديقه الحميم، وذلك هو هكتور يأبى أن يحتمي بأسوار المدينة مع سائر الطرواديين الهاربين، ويظل واقفا في مكان كأنما جاءت به إليه أيدي القدر، وهذا أبوه الكهل «بريام» يجلس على سور المدينة، فيرى أخيل مندفعا إلى ابنه كأنه رسول القضاء، فيصيح بريام الوالد وهكوبا الوالدة بابنهما هكتور أن يتوارى من عدوه داخل الأسوار.

هنالك أمه اندفعت، وبالعبرات عينها هطلت،

تعال! تعال، فالأسوار في وجه العدى امتنعت،

إليها لذ، وبها تحصن، وقاتل ذلك العاتي،

ولا تلاق العدو وحيدا!

ولكن هكتور يعير والديه أذنا صماء، ويعتدل للقاء عدوه؛ انظر إلى أخيل يقترب منه كأنه الأفعى الجبلية في عرينها، سار السم في بدنها، واحتدمت بالغضب.

فارتج هكتور في وقفته، ثم فر وجلا

صفحه نامشخص