242

قشر الفسر

قشر الفسر

ویرایشگر

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

ناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

محل انتشار

الرياض

قال أبو الفتح: أي يتبرأ بعضه من بعضٍ لإقدامه إلى المصير إليك هيبة لك.
قال الشيخ: لماذا يتبرأ بعضه من بعض لإقدامه، ولم يجترم جرمًا يُعاقب عليه، ولا احتقب
عارًا يُلام ويوبَّخ به حتى يتبرأ بعضه من بعضٍ مخافة العقاب والإيلام أو حذار التغيير والملام؟ ولكن يكاد الرأس يبين عنه عنقه، وإذا بان عنه جحده وأنكره، ولم يعرفه، وذلك لفرط هيبته، والدليل عليه:
(. . . . . . . . . . . . . . . ... وتنقدُّ تحت الدَّرع منه المفاصلُ)
أي: وتتقطع أوصاله ومفاصله لخوفه كما يكاد يبين رأسه عن عنقه لهيبته، وهذا كما قيل:
وطلَّقتِ الجماجمُ كلَّ قحفٍ ... . . . . . . . . . . . . . . .
(وأكبرَ منه همَّةً بعثتْ به ... إليك العِدا واستنظرتْه الجَحافِلُ)
قال أبو الفتح: أي أكبر العِدا همته التي بعثت به إليك، أي: استعظموها، وسألته الجحافل أن يُنظرها بشغله سيف الدولة عنهم.
قال الشيخ: لم تبعثه همته إلى سيف الدولة، إنما بعثته إليه الروم، فكيف قال: أكبر العِدا همته التي بعثته إليك، وهم الباعثوه؟

2 / 247