205

قشر الفسر

قشر الفسر

پژوهشگر

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

ناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

محل انتشار

الرياض

وفي الحديث: (اهدوا هديَ عمَّار)، والهدى: المذهب والطريق. أبو عبيد عن الأصمعي: الهادية من كل شيء أوله وما تقدم منه، ومن هذا قيل: هوادي الخيل أعناقها، ولأول رعيلٍ تطلع منها لا المتقدمة، يُقال: هدت تهدي إذا تقدمت، وهوادٍ من هذا متقدماتٌ لأملاك الجيوش، أي: لاقتناص أنفسهم. (كسائِلهِ منْ يسألُ الغيثَ قطرةً ... كعاذلهِ منْ قالَ للفَلكِ: ارفُقِ) قال أبو الفتح: أي كما أن القطرة لا تؤثر في الغيث فكذلك سائله لا يؤثر في ما له وجوده، وكما أن الفلك لا ينثني عن أفعاله وتصرفه فكذلك هو لا يرجع عن كرمه بعذلِ عاذله، وهذا نحو قوله أيضًا: وما ثناكَ كلامُ النَّاسِ عن غّرَضٍ ... ومن يسدُّ طريقَ العارضِ الهَطِلِ؟ قال الشيخ: فسر أول البيت فلم يصب شاكلة الرمي، وفسر آخره فأتى بالشرح الجلي، لأنه يقول: هو لا يُحوجُك إلى السؤال، بل يسرف ويفرط في النوال، فإن سأله أحد فهو كمن يسأل الغيث قطرة، وهو غامرٌ له بقطارهِ وباهرٌ إياه بانهماله عليه وانهماره، فسؤاله خطأ ومقاله خطلٌ.

2 / 210