فقال: هل يوجد عندكم في أوروبا ملوك زائدون عن لزوم رعاياهم؟
فأجبته: إن جميع الملوك لا لزوم لهم وجميع الشعوب في غنى عنهم.
ثم قال: أحب أن أستأجر لي زوجا من الملوك.
فقلت له: ولماذا ذلك؟
أجاب: كنت ألزمهما أن يتصارعا كل يوم بالبوكس في هذه الساحة على سبيل الفكاهة كما يتفكه الإنسان بمنظر مصارعة الديوك.
فقلت له: عندكم هنا كثير من الزنوج والمهاجرين تستطيع استخدامهم لمثل هذه الغاية.
أجاب: كلا، كلا؛ لأني إذا تحصلت على ملكين من ملوك أوروبا أتفرد بهذا المعنى، وأكون أحرزت شيئا لا مثيل له عند أحد من أصحاب الملايين، وفي ذلك لذة عظمى، ولكل جديد طلاوة ترتاح إليها النفوس.
فقلت له: إن الملوك لا يحسنون المصارعة؛ لأنهم يتصارعون دائما بأيد غريبة، أو بعبارة أخرى يدفعون رجال رعاياهم ويعرضونهم للهلاك ويتلاهون بمنظرهم كما كان يتلاهى ملوك الرومان واليونان بمصارعة الأسود والثيران.
ثم قال لي: وكم تظن أنه يكلفني استئجار ملكين في خلال ثلاثة أشهر يتصارعان كل يوم مدة ساعتين؟
فلم أرد عليه وسرت في طريقي لا ألوي على شيء.
صفحه نامشخص