لا أعرف إذا ما كنت ستتذكر هذه الرسالة أم لا، آمل ذلك لكنني لا أتوقع الكثير.
أنا لا أعرفك، لكنني أعرف مصيرك، وأعرف أنك ستختبر ما اختبرته في يوم ما.
أعرف كذلك أنك تستحق الفهم، إذا ما استطعت التذكر وفهمت رسالتي.
ما فتئت أتنقل بين المراحل، حتى وصلت مرحلة النضج الأخيرة، وقريبا سينتهي كل شي. وتحل القيامة، فأستعد!
أنا الحاخام «ديفيد نوعام»، وأنا هنا لأحدثك عن تجربتي في البعد الآخر، وعالم ما بعد الموت.
تضحك ساخرا؟
ربما لا تؤمن بوجود حياة أخرى بعد الموت، ربما تؤمن بحياة من نوع آخر حسب معتقداتك الدينية، لكن دعني أخبرك أنك مخطئ في الحالتين.
قد تهز هذه الأوراق قناعاتك المعرفية، واطمئنانك العقائدي، فإذا كنت واهن العقيدة فلا أنصحك بأن تستمر في القراءة، لا أريد تحطيم غرورك البشري الهش وسلامك النفسي وإطمئنانك العقائدي بأنك تعرف أي شيء عن كل شيء، وبالتأكيد لا أحب تمزيق ستار وهمك المضلل بأنك تملك كل الأجوبة الممكنة ... وصلت إلى نبع الحقيقة واغترفت منه حتى اكتفيت. قد تكون سمعت عني من قبل في الصحف، ربما لا تتذكر الاسم، لكنك ستتذكر اسم «المرتد» بالتأكيد، وهو الاسم الذي لا أفتخر به على نحو خاص.
ولمن لا يعرفني، فقد كنت أحد أهم - يقولون - حاخامات إسرائيل، تشرفت بأن كنت مساعدا للحاخام الأعظم شلومو غورين نفسه، حاخام الاشكناز الأكبر، خدمت في المحكمة الحاخامية في بتاح تكفا، ورشحت للحصول على جائزة إسرائيل لأدب التوراة، كما عملت في محكمة الاستئناف اليهودية العليا في أورشليم لعدة سنوات.
لقد ظللت أبث هذه الرسالة عبر الفضاء الأثيري منذ أشهر بحسب توقيتك الأرضي؛ فالزمن كما تعرفه مختلف عما هو موجود هنا.
صفحه نامشخص