ردد بصوت فخيم محبب: «باسمك لوسيفر العظيم، إلهي الأعظم، ورب الظلمات، حاكم أقداري ومالك روحي، أناشدك بالحضور والوفاء لرغباتي!»
كانت الكلمات بلغة غريبة على مسمعي، ولغرابتي فقد عرفت أنها اللاتينية القديمة، والأكثر غرابة أنني كنت أفهم ما يقول بلا مشقة برغم أنني لا أعرف حرفا من اللاتينية. اقترب مني وقد بانت أسنانه المتراصة بنظام، ببياضها الناصع من خلف ابتسامته الواسعة، أمسك يدي وسألني: «هل توافق على شروط العقد المبرم بيننا ...»
بطرف عيني استرقت نظرة إلى السماء الملبدة بالغيوم، بدت أكثر سوادا وادلهماما، وغمرني شعور مزعج بأن الله غاضب علي! - «سامحني يا رب!» أسررتها في نفسي، ثم قلت له: «نعم ... أوافق.»
ابتسامة واثقة شاعت على وجهه الجميل، ثم سألني: «ماذا تريد؟ مالا؟ معرفة؟ سلطة؟»
سألته في حذر: «ألا يمكنني الحصول عليهم جميعا؟ أم أن هناك عددا معينا من الأمنيات؟»
ضحك في رقة، ثم قال: «لقد أفسدت القصص العربية عقلك، أنا لست جنيا خرج من فانوس سحري يا صديقي، يمكنني أن أحقق لك ما تريد لكن ليس بتلك الطريقة الإعجازية، إن ورد شيء كهذا إلى خاطرك!»
تفكرت قليلا، ثم قلت بعد أن حسمت أمري: «حسن، المعرفة، أريد أن أعرف كل شيء، بالمعرفة يمكنني أن أحقق كلا الأمرين الآخرين.»
هز رأسه في إعجاب مؤمنا على كلامي، وقال: «هي المعرفة إذن!»
ثم تراجع للخلف بذات الابتسامة الجذابة، وأضاف: «قد يؤلمك هذا قليلا، تقبل أسفي!»
شعرت فجأة بألم جارف يجتاح جهازي العصبي، وكأن النيران شبت في يدي، فأطلقت صرخة ألم حادة، وقفزت من الكرسي في ذعر. مادت الأرض تحت قدمي، وأحسست بنفسي أحلق في الفضاء لجزء من الثانية، قبل أن يرتطم رأسي بطرف الكومود، وفتحت عيني لأجد نفسي على الأرض في ظلام غرفتي، وقد سقط غطاء الفراش بجواري!
صفحه نامشخص