د
8
كان الليل قد انتصف، وشعرت بأن الصداع يفتك بي من كثرة محاولاتي الخرقاء، فأغلقت الكتاب وقمت لأخلد للنوم، ورأيت في حلمي الجدول الذي قمت بكتابته ينفصل عن الورقة التي كتبته فيها ويحلق في الفضاء المظلم، ثم تتناثر عدة حروف في فضاء المكان. «ك و د م ح» «ا ر ك ش.»
وهي جملة جميلة جدا لو دققت النظر.
تتراقص الحروف في الفضاء قليلا، وتعود بعض الأحرف وتستقر في أماكنها، ثم يضيء حرف الألف ثم التاء ثم الشين بالترتيب. «أ - ت - ش.»
تحضرني هنا قصة أرخميدس عندما كلفه ملك سيراكوس بمهمة وزن التاج دون إتلافه، بعد أن شك في أن الصائغ قد غشه في المكونات وأضاف النحاس بدلا عن الذهب الخالص لزيادة الوزن. لاحظ أرخميدس وهو يستحم أن كتلة الماء تنزاح بمقدار وزن الجسم المغمور فيه، هكذا قفز من حوض الاستحمام وخرج في الشارع يجري ويصيح «أوريكا أوريكا» أي «وجدتها وجدتها»!
كان هذا ما فعلته تقريبا.
قفزت من السرير مستيقظا فجأة، وتعثرت بطرف الملاءة حتى سقطت أرضا، نهضت وأنا أسب وألعن، ثم ارتديت نظارتي وقلبي يخفق من فرط الحماس ...
أحمد بن البوني!
أيها الذكي اللعين!
صفحه نامشخص