تريد أن تقوم بتسجيل هذه المقابلة؟ لا بأس، لا أريد أن أعيد رواية قصتي مجددا بالتأكيد.
نعم أنا قتلت «سعيدا»، وسأخبرك الآن لماذا.
هل تريد كوبا من العصير؟ أعتقد أن جلستنا ستطول قليلا، فلا بأس ببعض العصير!
حسن!
كان «سعيد» اسما على مسمى، رجل سعيد!
وهو ما بدا لي غريبا؛ أن يوجد من يطلق اسم «سعيد» على ابنه في بلاد كالسودان، هذا نوع من الكوميديا السوداء إن أردت رأيي. «سعيد» هذا كان سعيدا جدا، سعيدا للغاية.
سعيدا إلى درجة تثير غبينتك وغيظك.
تراه ترتسم الابتسامة البلهاء على وجهه طوال اليوم، يصحو صباحا ليكتشف أن الحنفية لا تخرج سوى صوت حشرجة مرعبة، لا ماء هنالك، فيبتسم، طرمبة ضخ الماء لن تعمل لأن الكهرباء تم قطعها كذلك فيبتسم، تفوته الحافلة فيبتسم، تتركه زوجته وتهرب مع عشيقها فيبتسم، يشتمه مديره في العمل فيبتسم، كأنه مصاب بمتلازمة مرضية لعينة ما!
ابن ال... هذا.
عندما أتذكر وجهه الغبي الآن أتمنى أن يعود للحياة لأهشم جمجمته مجددا.
صفحه نامشخص