نزل سدوم ملكان وقت المساء فرآهما لوط ووقف لكي يستقبلهما ثم انحنى أمامهما ووجهه إلى الأرض.
ثم قال لهما «انزلا في منزل خادمكم واقضيا الليل واغسلا أقدامكما فإذا جاء الصباح فذهبا إلى حيثما تشاءان».
ولكنهما أجاباه قائلين: «سنقضي الليل في طرق المدينة».
ثم قال له: «أهنا أحد غير هؤلاء الذين نراهم؟ زوج ابنتك وأبناؤك وبناتك وغيرهم ممن يوجودون في المدينة؟ اجمعهم جميعا وأخرجهم من هذا المكان فإننا سنهلك من فيه من السكان لانغماسهم في الدنس والخطيئة حتى صار الله يمقتهم».
وسمع لوط هذا الكلام فاغتم غما شديدا فسألهم قائلا: «ولماذا أترك هذا المكان؟».
فقالا: «لأن يهوه (الله) لا يريد أن يهلك الصالحين».
فوجم لوط طويلا ثم قال: «اسمحا لي أن أغادركما حتى أخبر أصهاري وبناتي كي يتهيئوا لترك المدينة».
فأجاباه إلى ما طلب فخرج يهرول إلى شوارع المدينة، وصار يعدو ويصيح في الناس: «أيها الناس! اخرجوا من هذا المكان فإن الله سيدمر المدينة».
ولكن الناس حسبوه يسخر منهم فلم يلتفتوا إليه، فعاد لوط إلى منزله ولكنه لم ينم بل قضى الليل قاعدا يفكر، فلما انتشر ضوء الفجر جاء الملكان إلى لوط ثانيا وقالا له: «قم خذ امرأتك وبنتيك واخرجوا لئلا تهلكوا مع الذين سيهلكون لذنوبهم».
فقال لوط: «كلا، لن أخرج، لقد استشرت نفسي طول الليل ورأيت أني لا أقدر على ترك المدينة لأني واحد من أهلها».
صفحه نامشخص