قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
ژانرها
ولونها عادة بهيج وصاف جدا، ولكنها في ذلك المساء بكت كثيرا، فعلى خديها وجفونها آثار الألم.»
مدام دي روبرتييه تحدث نفسها: والآن، إذا كان لدي شيء من الشجاعة، وإذا كنت لا أزل أساوي شيئا بعد فلأكتب إلى زوجي قائلة: ... ها أنا بائسة! ... لا أستحق أن أكون لك؛ لأن المهمات التي تهمني وتهمك أنت على حد سواء، قد اضطرتك أن تبقى بعيدا عني، فخنتك واتخذت لي عشيقا، وأي عشيق؟! هو رجل خليع مقامر غبي كجلمود خشب، أسود العينين جميلهما، هذا حقيقي، وكذلك يده مثل أيدي الأمراء ... ويحمل لقبا ضخما (المركيز دي هرموزو)، ولكن هذا لا يهم، أليس كذلك؟ ولم يكن سببا يدفع إلى الخيانة بعد زواج سعيد مضى عليه عامان، أنت الذي تحبني، وأنت الذي أحبك؛ لأني أحبك وا أسفاه! جان، نعم إني أحبك، وخصوصا الآن أحبك أكثر جدا من هذا الجميل الذي لا أجد طعما لجماله، هرموزو، وهو الذي كنت من آونة بين ذراعيه، وقضيت الزمن من الساعة الخامسة إلى السابعة في منزله بشارع لابوم...! (انقطاع التذكرات، مدام دي روبرتييه تسكن برهة ثم تعاود خيط تأملاتها.) - هذا ما أكتبه لزوجي إذا كان في قلبي ذرة من الرحمة، ويكون هذا من الأمانة والإخلاص ... (بعد برهة). - والخرق فإنه على كل حال ليس أشد على الزوج من معرفة شيء كهذا، واليوم من الساعة الخامسة إلى السابعة كانت مدام روبرتييه ساكنة هادئة كباقي الأيام الأخرى. وبالطبع لا يجب أن يطلب مني أن أسبب شقاء زوجي بإخلاصي الزائد عن الحد، سأكتب في الحال خطابا لجان، كله رقة وبعض غرام أيضا «هو يحب أن تصله مثل هذه الخطابات حين يكون بعيدا عني» وفي نفس البريد يصل هرموزو هذا الخطاب المقتضب الذي كتبته بعد خروجي من عنده توا.
ويصل الخطاب إلى زوجي بعد غد، أما هرموزو فيستلم خطابه غدا، ويقدم له الخطاب وهو لا يزال في فراشه حوالي الظهر ... ولا ريب أنه يكون أحسن هدية تقدم له عند استيقاظه.
يجب أن أقرأه ثانية. (تمزق الظرف وتفتح الخطاب وتقرؤه بصوت ضعيف):
سيدي
لقد أسأت بكل وقاحة، استعمال الثقة التي أولتها إياك امرأة أمينة؛ فإني عند ذهابي إليك كنت أقصد التفرج على تحفك حسب وعدك، ثم انصرف، وأنت تفهم بعدما حدث أنني لا أريد رؤيتك، ولكني أود أن أخبرك أني أحب زوجي لدرجة العبادة، وأني أشعر من نحوك بأشد الازدراء.
جاكلين (تفكر وفي يدها الورقة.) - ولكن ... ما كتبته لهذا الشاب يدل في جملته على قلة تبصر في عواقب الأمور فليس عليه إلا أن يقرأ هذا الخطاب لجمع من أصدقائه، فمعناه يدل صراحة «أني كنت عشيقتك» ثم ... (بابتسامة لا يمكن إدراك كنهها.) - وهناك جملة «التحف»، وهي ليست جيدة، لقد كنت قلقة جدا، ولكن جملة «الازدراء» موافقة جد الموافقة. (تمزق الخطاب وتبدأ خطابا آخر، وهي تجتهد في تغيير خطها):
سيدي
لم تصدق معي الحديث، لقد فعلت ما فعلت وأنا أعتقد أنك ستتصرف تصرف الرجل الشريف، ولقد خدعتني تماما، فمن الآن يجب أن تفهم أنه من المستحيل أن أقابلك، ولكني أود أن أخبرك أني أحب زوجي لدرجة العبادة، وأني أشعر من نحوك بأشد الازدراء.
ج... (تفكير). - هذا ليس خطرا، ولكن فيه بعض الحماقة، وعلى كل حال «لقد فعلت ما فعلت ...» هذه لا تعني شيئا ألبتة ... نعم! ليس هذا الخطاب حسن الأسلوب، وهرموزو كان عشيق مدام ليسكفر التي برعت في الكتابة جد البراعة، فلا ريب أن هذا ليس هو المقصود. (تمزق الخطاب وتبدأ كتابة آخر):
صفحه نامشخص