قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
ژانرها
لم يكن للمسيو سيكين أي حظ في ماشيته، كان يفقدهم كلهم بطريق واحد. في يوم من الأيام كانوا يقطعون الحبل الذي كان يربطهم، ويفرون إلى الجبال حيث يفترسهم الذئب؛ فلا الدلال أو اللطف الذي كان يعاملهم به سيدهم، ولا خوف الذئب، كان ليمنعهم من الفرار إلى الجبل، والحق أنها كانت ماشية مستقلة، تطلب الحرية بأي ثمن من الأثمان!
وقد قلق المسيو سيكين - وكان لطيفا طيب القلب - قلقا عظيما؛ فإنه لم يكن قد فهم بعد نفسية هذه المخلوقات.
فكان يقول لنفسه: «لقد انتهى الأمر، إن الماشية تسأم من سجنها عندي، فلن أربيها إلى الأبد!»
ومع ذلك فقد استعاد شجاعته، فبعد أن فقد ست عنزات في هذا الطريق اشترى السابعة، ولكنه لاحظ في هذه المرة أن تكون صغيرة؛ حتى تشب وقد اعتادت أن تمكث معه بدون أن يعتريها الملل.
وكانت عنزا صغيرة لطيفة، بعيون صافية، ووجه جميل وحوافر سوداء لامعة، وقرون مستديرة، وشعر طويل أبيض.
وفوق ذلك كانت سهلة القياد، لم تخرج أبدا خارج غرفتها.
عنز ... صغيرة محبوبة!
كان للمسيو سيكين مرعى واسع كله حشائش خلف منزله، وهناك وضع عنزه الجديدة في ركن من الأركان وربطها بحبل طويل، وكان يذهب من وقت لآخر ليعمل لراحتها، وكان يظهر على العنز أنها سعيدة جدا، وكانت تأكل الحشائش بشهية سر لها المسيو سيكين كل السرور، وفكر المسكين قائلا لنفسه: «أخيرا قدر لي أن أجد العنز التي لا تتضايق بمعاشرتي.»
وكان مسيو سيكين مخطئا في حدسه.
في يوم من الأيام نظرت العنز إلى الجبل وقالت لنفسها: «كم تكون الحياة مسرة هناك في أعلى هذا الجبل! ما ألذ الحرية والعدو بلا حبل يخنق؟ ... للحمير والبهائم أن تبقى في الحقول، أما العنزات فتحتاج للحرية.» ومن تلك اللحظة فقدت حشائش المرعى نكهتها السالفة، وبدأت العنز تهزل يوما عن يوم، وقل مقدار اللبن الذين يؤخذ منها، وكان من المحزن أن ترى وهي تشد حبلها طول اليوم، ورأسها متجه لناحية الجبال، وخياشيمها مفتوحة واسعة، وهي تصيح: «ما ... ما ...!»
صفحه نامشخص