وكان مهبط آدم صلوات الله عليه على جبل في مشرق ارض الهند (1) يقال له: باسم ثم امره ان يسير إلى مكة، فطوى له الأرض، فصار على كل مفازه يمر به خطوه، ولم يقع قدمه في شئ من الأرض الا صار عمرانا، وبكى على الجنة، مائتي سنه فعزاه الله (2) بخيمة من خيام الجنة، فوضعها له بمكة، في موضع الكعبة وتلك الخيمة من ياقوتة حمراء لها بابان شرقي وغربي من ذهب منظومان معلق فيها ثلاث قناديل من تبر الجنة تلتهب نورا 7 ونزل الركن وهو ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وكان كرسيا لادم يجلس عليه. وان خيمه آدم لم تزل في مكانها حتى قبضه الله تعالى، ثم رفعها الله إليه، وبنى بنو آدم في موضعها بيتا من الطين والحجارة، ولم يزل معمورا، واعتق من الغرق، ولم يخربه الماء حتى بعث (3) الله تعالى إبراهيم صلوات الله عليه (4).
51 - وذكر وهب أن ابن عباس اخبره ان جبرئيل وقف على النبي صلوات الله عليه وآله وعليه عصابة خضراء (5) قد علاها الغبار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ما هذا الغبار؟ قال: ان الملائكة أمرت بزيارة البيت فازدحمت، فهذا الغبار مما تثير الملائكة بأجنحتها (6).
52 - قال وهب: ولما أراد قابيل ان يقتل أخاه، ولم يدر كيف يصنع عمد إبليس إلى طائر، فرضخ (7) رأسه بحجر فقلته فتعلم قابيل فساعة قتله أرعش جسده (8) ولم يعلم ما
صفحه ۷۴