ليس هناك أي خطأ أو تناقض أن يقوم مسلم بنقد أخطاء المسلمين لأن الإسلام غير المسلمين ومن ذلك أن يقوم سني بنقد أخطاء أهل السنة لأن السنة غير أهل السنة ومن ذلك أيضا أن يقوم حنبلي -النشأة والتعليم والالتزام العام الواعي- بنقد أخطاء الحنابلة لأن الحنابلة غير أحمد بن حنبل مع أن أحمد بن حنبل نفسه بشر يخطئ ويصيب وهو الذي حث أتباعه على ترك التقليد عندما واجهه بعض المقلدين بأن قوله يخالف قول ابن المبارك فقال كلمته المشهورة ( إن ابن المبارك لم ينزل من السماء إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق ) وكان رحمه الله يقول ( لاتقلدوني ولا تقلدوا مالكا ولا الشافعي ولا الثوري وخذوا من حيث أخذوا ).
وعلى هذا الأساس ليسمح لي الأخوة الكرام أن أبين أن ما نفعله - أنا وبعض الباحثين - من نقد ذاتي لبعض جوانب الغلو أو المنكر داخل كتب أو فكر الحنابلة هو من هذا الباب ونحن لا ننتظر موافقة أحمد بن حنبل ولا الشافعي ولا غيرهما على تصحيح خطأ أو رد باطل ولكن من توفيق الله عز وجل للأئمة أنهم يأمرون أصحابهم بمحاكمة أقوالهم للكتاب والسنة ويأمرونهم بترك التقليد فيصبح المستجيب لدعوتهم أوضح في الالتزام بمنهجهم من من يقلدونهم ويأبون رد بعض أخطائهم مع أن هذا من باب رفض التقليد الذي أمرنا به الإمام أحمد وأمرنا به الشرع قبل الإمام أحمد ، والذي يستغرب جمعنا بين الانتساب للمذهب ونقد أخطاء المنتسبين إليه عليه أن يتذكر انتساب المفكرين والعلماء المسلمين للإسلام مع نقدهم أخطاء المسلمين مع أنه لا تجوز المقارنة بين الإسلام والمذهب مهما كان هذا المذهب قريبا من الحق.
صفحه ۵