1- الاختلاف يوم السقيفة وموقف المسلمين منها وآثارها الفكرية:
بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) حدث أول اختلاف بين أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) حول من يخلف النبي (صلى الله عليه وسلم) في ولاية أمر الناس وتصريف شئون المسلمين وحمايتهم من الاختلاف والتشتت، هذا حسن ظننا بالصحابة فعند علم الأنصار بوفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة يريدون تولية سعد بن عبادة رضي الله عنه على المسلمين بحجة أن الأنصار هم أهل المدينة عاصمة الإسلام وأن قريشا أخرجت النبي (صلى الله عليه وسلم) من مكة وأن الأنصار هم الذين حموا النبي (صلى الله عليه وسلم) ودعوته ولقوا في ذلك الشدائد وأن المهاجرين ليسوا إلا ضيوفا عليهم في المدينة وعلى هذا فصاحب الدار أولى بالتصرف في داره من الضيف، إضافة إلى ما يتمتع به سعد بن عبادة الأنصاري من مكانة فقد كان سيد الخزرج أكبر قبائل الأنصار وبالتالي يكون سيد المدينة المنورة مع ما عرف عنه من كرم وسؤدد وحسن صحبة، وكان بعض المهاجرين قد علموا باجتماع الأنصار فذهبوا إليهم وعلى رأس هؤلاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان معه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهما والثلاثة من كبار الصحابة ومن أوائل المهاجرين ومن أهل بدر ومن العشرة المبشرين بالجنة.
فلما وصل أبو بكر وصاحباه إلى سقيفة بني ساعدة عارضوا تولية سعد بن عبادة بحجة أن الأنصار وإن كان لا ينكر فضلهم وحمايتهم للنبي (صلى الله عليه وسلم) ودعوته إلا أن قريشا هم قوم النبي (صلى الله عليه وسلم) وأن العرب لن تطيع إلا هذا الحي من قريش وأن المهاجرين (السابقين منهم) كان لهم -عن الأنصار- ميزة السبق إلى الإسلام.
صفحه ۴۷