هذه المحاولة منا اليوم هي محاولة من تلك المحاولات التي تهدف لتجديد بعض المفاهيم التي اندرست ومحاولة لرفع ما رفعه الله ورسوله وإهمال ما أهمله الله ورسوله ليتمكن المسلمون بعد هذا من رؤية الإسلام الشامل في أصوله العامة وواجباته المشهورة ومنهاياته المحظورة ومبادئه السامية، فهذا هو الإسلام الذي دعا إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) لا إسلام النزاعات والتشاتم الذي دعا إليه أصحاب كتب العقائد.
كما حدث في غزوة المريسيع من الخلاف بين المهاجرين والأنصار، إذ نادى مهاجري: يا للمهاجرين، ونادى أحد الأنصار: يا للأنصار فتنادوا فنهاهم النبي (صلى الله عليه وسلم) عن هذا وسمى هذا (دعوى الجاهلية)، وقال: (دعوها فإنها منتنة) وكان هذا الخلاف أشهر خلاف بين المسلمين في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ كان بين أكبر تجمعين وهما تجمع المهاجرين وتجمع الأنصار، فكان إنكار النبي (صلى الله عليه وسلم) قويا بالألفاظ السابقة (جاهلية / منتنة). ولفظ الحديث: (عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال كنا في غزاة.. فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال: الأنصاري يا للأنصار، وقال: المهاجري يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال دعوى الجاهلية، قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: دعوها فإنها منتنة...) (البخاري - كتاب تفسير القرآن).
صفحه ۴۲