إن المرحلة الراهنة للأمة الإسلامية تتطلب مراجعات وقراءات جريئة تساهم في كشف أسرار هذا النزاع الدائم وهذه (الكراهية الواسعة الانتشار) بين المسلمين وبالتالي يستطيع أبناء الأمة الإسلامية أن يعرفوا متى اختلفوا؟! ومن أين اختلفوا؟! ولماذا اختلفوا؟! وما نوع هذا الاختلاف؟! وما هي أسس الاتفاق (المهجورة)؟! وكيف يتفقون...
وبما أنني لا أستطيع في هذه المحاضرة أن أحيط بهذا الموضوع المهم من جميع جوانبه فإنه يكفيني أن أفتح بابا كان عندنا -على الأقل- مغلقا وأثير موضوعا شائكا ذا حساسية مفرطة عند كثير من الناس في مجتمعنا خاصة وأضع يدي على شيء من أسباب هذا الداء العضال الملبس -ظلما- بالعقيدة!! الذي لا زال يفتك بالمسلمين، وإني لأرجو أن تكون هذه المحاضرة بداية -عندنا على الأقل- لقراءات نقدية لتراثنا (العقدي) مثلما هناك قراءات نقدية أخرى لتراثنا التاريخي والفقهي والأدبي.
ولأبدأ من عنوان المحاضرة فأقول:
ألقيتها في أحدية الدكتور راشد المبارك في 6/8/1420ه، وانتهيت من كتابة هذه الإيضاحات يوم الجمعة 7/3/ 1421ه. بعد استعرض معظم ما وصلني من ردود الأفعال الإيجابية والسلبية الشفوية والمكتوبة.
وهناك كلام طويل حول ترتيب النصوص الشرعية أيضا فهناك قطعي الثبوت والدلالة ثم قطعي الثبوت ظني الدلالة أو العكس ثم ظني الدلالة والثبوت، وليس كل من احتج بنص سلم له إلا بعد ثبوته وإذا سلم له بالثبوت قد لا يسلم له بالدلالة وإن سلم له بالدلالة قد لا يسلم له بانتفاء الناسخ أو المعارض.. وهكذا فالأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض.
صفحه ۲۴