وأخيرا فيجب أن أؤكد أنني مسلم سني سلفي حنبلي ومن زعم أنني أنتمي لمذهب آخر باهلته وهذا لا يتناقض مع نقدي لأخطاء المسلمين أو السنة أو السلفية أو الحنابلة ولا يتناقض مع الاعتراف بما عند المذاهب الأخرى من حق ولا يتناقض مع قولي بأن الانتساب الشرعي إنما هو للإسلام فقط أما الانتسابات الأخرى فليست شرعية وإنما يستفاد منها للتمييز ولمعرفة منهج الشخص في المرجعية المعرفية وطرق الاستنباط وما إلى ذلك ، ولم يكن أئمة المذاهب يرون شرعية الانتساب إلا للإسلام .
هذا ما أحببت إيضاحه هنا وأرى قولي صوابا يحتمل الخطأ وقول مخالفي في الأمور التي بحثتها خطأ يحتمل الصواب ، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
مقدمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وسلم
أما بعد..
كان المسلم في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) يتعلم الدين كله إيمانا وأحكاما وأخلاقا وأوامر ومنهيات جملة واحدة لا فصل للإيمانيات (العقيدة) فيها عن الأخلاق والأحكام (العمليات) وكان ما يسمى ب(العقيدة) لا يعدو أركان الإيمان المعروفة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره بل حتى هذه الأمور الستة (أصول الإيمان) لم يكن لها تلك التفصيلات المحيرة التي استحدثت في أزمنة الصراعات الكلامية، وإنما كان يؤمن بها الصحابة على وجه الإجمال دون الدخول في تفصيلات جزئية وتشقيقات كلامية تثير الاختلافات والشكوك ولا يكون لها ذلك الأثر الإيجابي على العمل والسلوك.
صفحه ۱۵