قيمة الزمن عند العلماء

عبد الفتاح أبو غدة d. 1417 AH
90

قيمة الزمن عند العلماء

قيمة الزمن عند العلماء

ناشر

مكتب المطبوعات الإسلامية

شماره نسخه

العاشرة

محل انتشار

حلب

ژانرها

بمرو، و... بهراة، وعمل «الأربعين البلدانية» - أربعين حديثا من أربعين شيخا من أربعين بلدا -، وعدد شيوخه ألف وثلاث مئة شيخ، ونيف وثمانون امرأة. وحدث عنه خلق كثير، ومنهم صاحبه في الرحلة أبو أسعد السمعاني، - ثم عدد الذهبي تواليفه، فبلغت نحو خمسين كتابًا -، وأملي في أبواب العلم أربع مئة مجلس وثمانية - وكل إملاء مجلس منها بمثابة تأليف -. قال ولده المحدث بهاء الدين القاسم: كان أبي ﵀ مواظبا على الجماعة والتلاوة، يختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية - من جامع دمشق -، وكان كثير النوافل والأذكار، ويحيى ليلة النصف - من شعبان - والعيدين بالصلاة والذكر، وكان يحاسب نفسه على لحظة تذهب! لم يشتغل منذ أربعين سنة أي منذ أذن له شيوخه بالرواية والتحديث - إلا بالجمع والتسميع حتى في نزهته وخلواته. قال الحافظ أبو العلاء الهمذاني: ما كان يسمي أبو القاسم بن عساكر في بغداد إلا شعلة نار، من ذكائه وتوقده وحسن إدراكه. وقال أبو المواهب بن صصرى: قلت له: هل سيدنا رأى مثل نفسه؟ قال: لا تقل هذا، قال الله تعالى: (لا تزكوا أنفسكم) (١). قلت: فقد قال الله

(١) من سورة النجم، الآية ٣٢. ولفظ الآية بما قبلها وبعدها: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى).

1 / 96