قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

عبدالله الطیب بامخرمه همیری d. 947 AH
113

قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

ناشر

دار المنهاج

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

محل انتشار

جدة

ژانرها

جبلا مكة، فكره ﷺ ذلك وقال: «أرجو أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله» (١). [قصة جن نصيبين]: ثم أخذ راجعا إلى مكة؛ حتى إذا كان بنخلة (٢) .. قام يصلي من جوف الليل، فمرّ به تسعة نفر أو سبعة من جنّ نصيبين؛ مدينة بالشام مباركة، وقيل: إنهم من جنّ نينوى، وإن جنّ نصيبين أتوه بعد ذلك بمكة، كذا قاله ابن إسحاق وغيره؛ أن سماع الجن كان بنخلة عند مرجعه من الطائف. وفي «البخاري» عن ابن عباس: أن ذلك كان عند انطلاقه في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، فسمعوه وهو يصلي بهم صلاة الفجر (٣). وفي «صحيح مسلم»: أنه أتاه داعي الجن مرة أخرى بمكة وذهب معه وقرأ عليهم القرآن، وسألوه الزاد فقال: «لكم كلّ عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكلّ بعرة علف لدوابكم»، فقال رسول الله ﷺ: «فلا تستنجوا بهما؛ فإنهما طعام إخوانكم الجن» (٤)، ويشبه تكرر اجتماعهم به ﷺ. ولمّا بلغ ﷺ في مرجعه من الطائف إلى حراء .. بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيره، فقال: أنا حليف والحليف لا يجير، فبعث إلى سهيل بن عمرو، فقال: إن بني عامر لا تجير على بني كعب، فبعث ﷺ إلى المطعم بن عدي فأجاره، فلذلك قال ﷺ في أسارى بدر: «لو كان المطعم بن عدي حيا [ثم كلّمني] في هؤلاء النّتنى .. لتركتهم له» (٥). وفي هذه السنة-وهي عشر من المبعث، وخمسين من المولد-تزوّج ﷺ سودة بنت زمعة وبنى بها، ثم تزوج بعائشة بنت أبي بكر، ولم يدخل بها إلا بالمدينة (٦).

(١) أخرجه البخاري (٣٢٣١)، ومسلم (١٧٩٥). (٢) نخلة: موضع يبعد عن مكة مسيرة ليلة. (٣) «صحيح البخاري» (٧٧٣). (٤) «صحيح مسلم» (٤٥٠). (٥) أخرجه البخاري (٣١٣٩)، وأبو داود (٢٦٨٢)، والبيهقي (٦/ ٣١٩)، وأحمد (٤/ ٨٠)، وغيرهم. (٦) قال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (٣/ ١٤١): (والصحيح: أن عائشة تزوجها أولا، وعقده عليها كان متقدما-

1 / 122