وفيهم ضعفاء، مجروحون، مقدوحون، مطعونون ملعونون، ومن ذكر أئمتهم في الفروع مع ما هم عليه من الضلال والفساد المذكور على لسان علمائهم النقاد كما ستعرف، وتعرض لذكره - عليه السلام - في المقدوحين، والعياذ بالله، وان مدحه بأنه بر صادق كبير الشأن، قال في صدر كتاب الميزان:
«أما بعد هدانا الله وسددنا ووفقنا لطاعته، فهذا كتاب جليل مبسوط في ايضاح نقلة العلم النبوي وحملة الآثار، ألفته بعد كتابي المنعوت بالمغني، وطولت العبارة، وفيه أسماء عدة من الرواة زائدا على من في المغني، زدت معظمهم من الكتاب الحافل المذيل على الكامل لابن عدي، وقد ألف الحفاظ مصنفات جمة في الجرح والتعديل ما بين اختصار وتطويل.
فأول من جمع كلامه في ذلك الإمام الذي قال فيه أحمد بن حنبل: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان، وتكلم في ذلك بعده تلامذته، يحيى بن معين، وعلي بن المديني ، وأحمد بن حنبل، وعمر بن علي الفلاس، وأبو خيثمة، وتلامذتهم: كأبي زرعة، وأبي حاتم، والبخاري، ومسلم، وأبي إسحاق الجوزجاني السعدي، وخلق من بعدهم مثل: النسائي، وابن خزيمة، والترمذي، والدولابي، والعقيلي، وله مصنف مفيد في معرفة الضعفاء، ولأبي حاتم بن حبان كتاب كبير عندي (1) في ذلك، ولأبي أحمد بن عدي كتاب الكامل، هو أكمل الكتب وأجلها في ذلك، وكتاب أبي الفتح الأزدي، وكتاب أبي محمد بن أبي حاتم في الجرح والتعديل، والضعفاء للدارقطني، والضعفاء للحاكم، وغير ذلك.
صفحه ۴۳