قال الإمام القاسم بن محمد عليه السلام: فنظرنا في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا كتاب الله تعالى ناطق بأنها أي الفرقة الناجية أهل البيت عليهم السلام، وأتباعهم. قال تعالى: ?إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيرا?[ الأحزاب: 33 ]، ومجئ هذه الآية مع ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طريقة مجيء قوله تعالى: ?إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله?[ الأنعام: 36]، مع قوله تعالى قبل: ?وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين?[ الأنعام: 35]، وقال تعالى بعده: ?وقالوا لولا أنزل عليه آية من ربه?[ العنكبوت: 50]. والوجه في ذلك أنه تعريض بهن بأنهن غير معصومات، كما أن قوله سبحانه وتعالى: ?إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله?[ الأنعام: 36] تعريض بالذين ذكرهم الله قبلها، وبعدها أنهم لا يسمعون، أي لا يعلمون ما يسمعونه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى، وقد أطبق البلغاء على أن أحسن مواقع (إنما) التعريض كما ذكرته الآيتين الكريمتين، ويؤيد ذلك تذكير الضمير حيث قال تعالى: ?إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيرا?[ الأحزاب: 33 ]، وقال:? يطهركم?، بخلاف ما قبل ذلك وبعده، فإنه مؤنث.
صفحه ۲۷