گفتار زیبا درباره نماز بر پیامبر، شفیع عالم
القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع
ناشر
دار الريان للتراث
كل واحد منهما مقام الآخر ومال إلى الجواز أيضًا شيخنا حيث قال إن الإنكار على ابن زيد غير مسلم إلا أن يكون لكونه لم يصح وإلا فدعوى من أجعى أنه لا يقال أرحم محمدًا مرودود لثبوت ذلك في عدة أحاديث أصحها في التشهد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وسبقه إلى الجواز أيضًا شيخنا لبمجد اللغوي فإنه قال الذي أقوله أن الدلالة قائمة على جواز ذلك، وذكر منها قول الأعرابي اللهم ارحمني ومحمدًا، وتقريره ﷺ لذلك وقوله ﷺ في حديث ابن عباس في الدعاء الطويل عقب صلاته من الليل، اللهم أني اسألك رحمة من عندك إلى آخره، وقوله في حديث عائشة اللهم أني أستغفرك لذنبي وأسأل رحمتك وقوله يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث وقوله اللهم أرجو رحمتك، وقوله إلا أن يتغمدني الله برحمته.
قلت إلى غير ذلك من الأحاديث السالفة وغيرها وقد أخرج النسائي مرسلًا عن عكرمة قال: تظاهر رجلًا من امرأته وأصابها قبل أن يكفر فذكر ذلك للنبي ﷺ فقال له النبي ﷺ ما حملك على ذلك قال رحمك الله يا رسول الله الحديث، وهو في السنن الأربعة مرفوعًا لكن بدون هذه اللفظة، وفي خطبة الرسالة لامنانا الشافعي ما نصه، محمد عبده ورسوله ﷺ ورحم وكرم انتهى، ومحل ذلك أعني الجواز وعدمه فيما يقال مضمومًا إلى السلام والصلاة كما أفاده شيخنا وغيره.
وممن صرح بجوازه كذلك أبو القاسم الأنصاري صاحب الإرشاد فقال يجواز ذلك مضافًا إلى الصلاة، لا يحوز مفردًا ووافقه على ذلك ابن عبد البر والقاضي عياض في الإكمال ونقله عن الجمهور، وقال القرطبي في المفهمأنه الصحيح لورود الأحاديث به انتهى، وجزم بعدم جوازه يعني مفردًا الغوالي فقال لا يجوز ترحم يعني بالتاء وكذا جزم ابن عبد البر بالمنع فقال لا يجوز لأحد إذا ذكر النبي ﷺ أن يقول ﵀ لأنه قال من صلى علي ولم يقل من ترحم علي وملا من دعا لي وإن كان معنى الصلاة الرحمة ولكن خص بهذا اللفظ تعظيمًا له فلا يعدل عنه إلى غيره ويؤيده قوله تعالى ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ وهو كما قال شيخنا بحث حسن قال لكن في التعليل الأول
1 / 101