گفتار زیبا درباره نماز بر پیامبر، شفیع عالم

Al-Sakhawi d. 902 AH
193

گفتار زیبا درباره نماز بر پیامبر، شفیع عالم

القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع

ناشر

دار الريان للتراث

ﷺ خمسًا وسبعين ثم يسأل الله حاجته كان حقًا على الله أن يعطيه ما سأل، وهي تسمى صلاة الحاجة. وروى المديني أيضًا في كتابه المذكور بسند فيه من أتهم بالكذب من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ من صلى ليلة الثلاثاء أربع ركعات بعد العتمة قبل أن يوقر يقرأ في كل ركعة الحمد لله مرة و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ ثلاث مرات و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ مرة، فإذا فرغ أستغفر خمسين مرة وصلى على النبي ﷺ خمسين مرة يبعثه الله ﷿ يوم القيامة ووجهه يتلألأ نورًا وذكر ثوابًا كثيرًا. (الصلاة عليه في الخطب) وأما الصلاة عليه في الخطب كخطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء والكسوفين وغيرها فقد اختلف في أشتراطها لصحة الخطبة فقال الإمام الشافعي وأحمد في المشهور من مذهبهما لا تصح الخطبة إلا بالصلاة على النبي ﷺ، وقال أبو حنيفة ومالك تصح بدونها وهو وجه في مذهب أحمد ثم اختلف في وجوبها في الثانية أيضًا ومذهب الشافعي الوجوب فيهما وأستدل للوجوب بقوله ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ . وتفيير ابن عباس لذلك بقوله فلا يذكر إلا ذكر معه، وقول قتادة رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا مشهد ولا صاحب صلاة إلا ابتدأها اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وفي الاستدلال بهذا نظر لأن ذكره ﷺ هو الشهادة له بالرسالة إذا شهد لمرسله بالواحدانية وهذا هو الواجب في الخطبة قطعًا بل هو ركنها الأعظم لكن الدليل على مشروعية الصلاة على النبي ﷺ في الخطبة ما روي عن عون بن أبي جحيفة قال كان أبي من شرط علي ﵄ وكان تحت المنبر فحدثني يعني عن علي ﵁ أنه صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ﷺ وقال خير هذه الأمة بعد نبيه أبو بكر والثاني عمر وقال يجعل الله الخير حيث شاء، أخرجه أحمد وعن عبد الله بن مسعود ﵁ أنه كان يقول بعدما يفرغ من خطبة الصلاة ويصلي على النبي ﵌

1 / 202