فإن أنت سلكت طريقة الفقر المحمدي رجوت أن تلتحق بالسابقين الأولين، أصحاب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، فتحشر يوم القيامة معهم ومعه، تحت سنجقه ولوائه، إذا حشر الفقراء تحت سناجق شيوخهم، فتحشر أنت تحت سنجق نبيك وشيخك محمد صلى الله عليه وسلم.
فعليك بهذه الطريق لا تخرج عنها، وانصح بها من أحببته من إخوانك ليعملوا بها، فإني أرجو بذلك أن تلتحقوا جميعا بشيخكم ونبيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واعلم أن الفقر المحمدي لا يتسع لكمال شرحه مجلدات، لكني أشرح لك في هذه القاعدة أصوله، فمن وقع على الأصول يرجى له الصعود - بعون الله - إلى الفروع، وبالله التوفيق.
الفصل الأول
من الطريقة أن يشتغل قلبك بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتتخذه شيخا وإماما، وتعتقد محبته، والانجماع بشؤونك عليه، دون كل أحد، وتكثر الصلاة عليه، وتكون منزلته من قلبك منزلة المشايخ من قلوب الفقراء، ألا تراهم أنهم إذا ذكر شيخ أحدهم يهتز ويضطرب، وذلك لعظمته في قلبه، ومنزلته منه.
فاجعل أنت نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم في قلبك كذلك، بحيث تملك محبته قلبك، ويصير تمثاله بين عيني فؤادك دائما، إذا ذكر تجد لذة ذكره وتعظيمه في قلبك، بخلاف ذكر كل أحد.
فإذا توجهت إليه بهذه الصورة، وأكثرت من الصلاة عليه،
صفحه ۲۵