ولنرجع إِلَى الْمَقْصُود فَإِن هَذَا الْعَالم خَارج عَن علم الْمُعَامَلَة وَلَكِن بَين الْعَالمين أَيْضا اتِّصَال وارتباط فَلذَلِك ترى عُلُوم المكاشفة تتسلق كل سَاعَة على عُلُوم الْمُعَامَلَة إِلَى أَن تنكشف عَنْهَا بالتكليف فَهَذَا وَجه زِيَادَة الْإِيمَان بِالطَّاعَةِ بِمُوجب هَذَا الْإِطْلَاق وَلِهَذَا قَالَ عَليّ كرم الله وَجهه إِن الْإِيمَان ليبدو لمْعَة يضاء فَإِذا عمل العَبْد الصَّالِحَات نمت فزادت حَتَّى يبيض الْقلب كُله وَإِن النِّفَاق ليبدو نُكْتَة سَوْدَاء فَإِذا انتهك الحرمات نمت وزادت حَتَّى يسود الْقلب كُله فيطبع عَلَيْهِ فَلذَلِك هُوَ الْخَتْم وتلا قَوْله تَعَالَى ﴿كلا بل ران على قُلُوبهم﴾
الْإِطْلَاق الثَّانِي
أَن يُرَاد بِهِ التَّصْدِيق وَالْعَمَل جَمِيعًا كَمَا قَالَ ﷺ الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ بَابا وكما قَالَ ﷺ